فيروس جديد يتفشّى.. وتصريح الصحة العالمية لا يدعو للتفاؤل
دمشق- ليندا تلي
انتشرت في الآونة الأخيرة حالات إصابة بالطرق التنفسية أرجعها البعض إلى تغيرات الجو، والبعض الآخر اعتبرها أنفلونزا عادية، في حين وصفها القلّة بفيروس من سلالة فيروس كوفيد19، لذا كان لا بدّ لنا من الاستعانة بذوي الاختصاص للوقوف على حقيقة هذه التكهنات.
الدكتور نبوغ العوا، الأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق – قسم الأذنية، بيّن لـ”البعث” أن المرض المنتشر حالياً عبارة عن فيروس من سلالات الكورونا المتحوّر الخامس الأوميكرون الذي كان آخر متحورات الكورونا، وتشمل أعراض الفيروس الجديد (التهاب الطرق التنفسية العلوية، حرارة، ألم بلعوم ورشح)، وغالباً ما يكون ألم البلعوم واللوزات شديداً، ويستمر لفترة طويلة أكثر من أسبوع رغم بدء المعالجة به، وبعد ذلك ينتقل الفيروس إلى الحنجرة ويسبّب بحّة صوت مع صعوبة تنفس مترافقة بسعال جاف.
ولفت الدكتور العوا إلى ضرورة التدخل الطبي في هذا المستوى، لأنه في حال لم يتمّ التدخل من قبل الطبيب يمكن للفيروس أن ينتقل من الحنجرة إلى الرّغامى ومنها إلى القصبات لينتهي به المطاف في الرئة، وهنا تكمن المشكلة الكبرى باعتبار نسيج الرئة هشّاً ما يتسبّب بحدوث بؤر التهابية فيها، مع صعوبة بالتنفس، وبالتالي يغدو المريض بحاجة ماسة إلى المنفسة، وخاصة الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الرئة نتيجة التقدم بالسن أو الإفراط بالتدخين (سجائر أو أراكيل) أو من شريحة الأطفال.
وبحسب الدكتور العوا يعتبر الفيروس أشد خطورة عند الأطفال وعند كبار السن وبمختلف الأعمار، وخاصة من لديهم إصابة رئوية مثل الربو أو تحسّس قديم، وتزداد الإصابة أكثر في حال التدخين، ويمكن ملاحظة أعراض أخرى لدى بعض المصابين مثل أعراض حشوية (آلام الأمعاء والمعدة)، كما يترافق مع اضطرابات بالجهاز البولي أحياناً إضافة لأعراض كلوية.
وينصح الدكتور العوا بعدم الاستهانة بالموضوع حينما تظهر الأعراض لدى المريض، وألا يعتبره مجرد أنفلونزا عادية، معللاً السبب بأن فصل الصيف ليس موسماً للأنفلونزا، ومؤكداً في سياق حديثه ضرورة مراجعة الطبيب منذ بدء الأعراض للحدّ من انتشارها وأخذ العلاج المناسب.
ورداً على بعض الاجتهادات الشخصية التي يقوم المريض فيها بدور الطبيب المداوي لنفسه عبر اتباع وصفة لأحد معارفه المصابين سابقاً، شدّد الدكتور العوا على تجنّب تلك الاجتهادات والعمل على زيارة الطبيب منذ بدء الأعراض للحدّ من انتشاره والقضاء عليه قبل وصوله للرئة، أما ما يخصّ لقاح كورونا ونجاعته الآن، فقد أكد أنه بالاعتماد على بيانات منظمة الصحة العالمية الأخيرة والتي تشير إلى أن اللقاح لم يعد مجدياً الآن، كما أنها أكدت أن زمن الكورونا لم ينتهِ بل لازالت موجودة ومنتشرة في شتى أنحاء المعمورة. وأشار الدكتور العوا إلى أنه رغم هذه التصريحات للمنظمة إلا أنها لم تعد وباء وإنما باتت مجرد التهاب أو رشح أو… الخ، ولكن في حال إهمالها يمكن أن تتحول إلى وباء.
وبيّن الدكتور العوا أن هناك احتمالاً لجراثيم تتشكل بالأفق، وفق ما أعلنت عنه الصحة العالمية، ما يعني أن جسم الإنسان قد يواجه غزواً جديداً لجراثيم أو فيروسات جديدة قد تكون أشد فتكاً من الكورونا. وأشار إلى انسياق الناس في فترة ظهور الكورونا وراء الازيترومايسين لاعتقادهم أنه العلاج الأفضل والأنجع رغم تحذيرات الصحة العالمية على لسان الطبيب الذي بدوره نبّه الفضائيات والميديا بأن الازيترومايسين ليس بالدواء الناجع، وخاصة بعد المتحور الثاني للكورونا، بل هناك أدوية أخرى، ولكن يأسف العوا لاعتماد بعض زملاء المهنة في وصفهم لمرضاهم الازيترومايسين، فكانوا أكثر عرضة لفقدان الشم واضطرابات أخرى.
وفي نهاية حديثه نصح الدكتور العوا بتجنّب المصافحة والاكتفاء بالسلام عن بعد، ووضع كمامة قدر الإمكان رغم أنها مزعجة خلال الطقس الحار، وفي حال الانزعاج من الكمامة نصح بأن يضع المصاب محرمة أو قماشة على أنفه وفمه كأضعف الإيمان كي يتجنّب نقل العدوى للآخرين من خلال السعال أو العطاس، ويجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وليس مجرد شطفها، وأيضاً يجب غسل الوجه جيداً كي يتجنّب نقل أي فيروس أو جراثيم لأهل بيته وخاصة كبار بالسن منهم.