دورة مشتركة للكيك بوكسينغ وبناء الأجسام.. فهل الهدف مادي؟
يتطلّع محبو الرياضة والقائمون عليها إلى فصل الصيف بوصفه متسعاً مريحاً لإقامة مختلف الناشطات الرياضية، إضافة إلى المدارس لجذب أكبر شريحة ممكنة من الممارسين وخاصة الهواة وصغار السن، لذا أي دورة يتمّ الإعلان عنها بالضرورة ستشهد إقبالاً مضاعفاً عن التي تقام في أوقات أخرى، فكيف إن كانت الدورة وموضوعها موضع تساؤل؟.
يقيم اتحادا الكيك بوكسينغ والمواي تاي والقتال المختلط وبناء الأجسام دورة تدريبية مشتركة في 16 من الشهر المقبل، وبحسب القائمين على الدورة، فهي تهدف إلى سدّ نقص المعلومات لدى المدرّبين واللاعبين حول آليات التدريب والتأهيل البدني، ورفع سوية المعرفة لديهم كوننا نعيش زمن الانترنت والمعلومات المنتشرة دون أية ضوابط، فكلّ يدلي برأيه، وتأتي هنا المعلومات الصحيحة الموثقة بالمراجع العلمية لتكون برهاناً في يد متلقيها.
والغريب بالموضوع التعاون بين اتحادي لعبتين لا يتشاركان إلّا في التبعية لمكتب ألعاب القوّة، فأين الفائدة المشتركة التي سيجنيها لاعبو بناء الأجسام من الألعاب القتالية في تطوير ورفع مستواهم؟ وخاصة إذا فرضنا أن لاعبي الكيك سيحصلون على فائدة مقبولة من زيادة اطلاعهم على تمارين من شأنها تقوية أجسامهم وزيادة النسبة العضلية فيها، والمضحك أن الناجحين في الدورة سيحصلون على شهادات موقعة من رئيس مكتب ألعاب القوة الذي يتخصّص في رياضة ثالثة هي المصارعة، فما الذي يجمع هذا بذاك؟!.
اتحاد الكيك برّر أن التعاون مع اتحاد بناء الأجسام هو بسبب الدور الرائد الذي يلعبه الاتحاد في تأهيل المدربين، إن كان فنياً أو عن طريق دورات التغذية الحصرية أو بمجال المنشطات ولأننا كاتحادات قوة نكمّل بعضنا بعضاً لا بدّ من التعاون لإنجاح العمل.
الواضح أن الهدف الرئيسي للدورة هو الفائدة، وأي فائدة غير المادية من المتوقع أن تشهد إقبالاً كبيراً نتيجة الترويج الجيد لها ولشعبية الرياضتين، وخاصةً بين الشباب، وعمل الاتحادان على محاولة تذليل كل الصعوبات لإنجاحها تنظيمياً، فتأخر موعدها لتضاربه مع بطولة الجمهورية للناشئين والامتحانات الجامعية، كما روّج لها كثيراً في المحافظات من أجل زيادة المشاركين، وبعد انتهاء الدورة سنجد من يتغنّى بجمع النقيضين، فهل أصبحنا في زمن إقامة النشاط فيه هو الإنجاز المطلوب؟!.
سامر الخيّر