أخبارصحيفة البعث

ماذا يجري في الجولان السوري المحتل؟

تقرير إخباري

مئات من أهالي الجولان المحتل تجمّعوا احتجاجاً على إقامة الاحتلال الإسرائيلي مراوح الطاقة على أراضيهم، بعد أن قام هذا الأخير باستقدام تعزيزاتٍ كبيرة، وأغلق جميع الطرق المؤدية إلى منطقة الحفاير شرقي قرية مسعدة المزمع إقامة التوربينات الهوائية عليها.

خلال التجمّع، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقنابل الغاز على المتظاهرين من أهالي الجولان السوري المحتل، ما يؤكّد صمود السوريين القاطنين في الجولان، بل اعتزاز البلاد بنضالهم وموقفهم المشرف، حسب بيان وزارة الخارجية السورية.

إن اعتداءات القوات الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان هي امتداد طبيعي لسياسات الكيان الإسرائيلي الإجرامية، لكن ليس لهذا الكيان أن يعتقد أنه باقٍ، لأنه ما دام هناك أحرار في الجولان المحتل يتصدّون لمشاريع هذا الكيان الغاصب، فهذا يعني بالضرورة أنه ماضٍ إلى زوال، وكل مشاريعه ومخططاته الاستيطانية باطلة، وليس لها أثر قانوني دولي.

المشروع الذي ينوي الكيان الإسرائيلي إقامته يُلحق الضرر بـ3600 دونم من الأراضي المزروعة بالتفاح والكرز، لكن أهالي الجولان يؤكّدون مواجهة محاولات الاستيلاء على أراضيهم الزراعية، مشدّدين على رفضهم القاطع إقامة التوربينات عليها، رغم وقوع عدّة إصابات بينهم في مواجهتهم المحتل الإسرائيلي ومقاومته.

تحتل “إسرائيل” الجولان السوري منذ عام 1967، وترفض الاعتراف بالسيادة السورية عليه، رغم تأكيد الأمم المتحدة مراراً أنه أرض سورية، ولا مشروعية للإجراءات الإسرائيلية فيه. وفي وقت يتصاعد فيه محور المقاومة من فلسطين إلى الجولان السوري، لا يزال أهالي الجولان المحتل يدافعون عن هويتهم، وهوية أرضهم العربية السورية رغم دأب هذا الكيان خلال ما يزيد على نصف قرن على دمجهم فيما يسمّى “المجتمع الإسرائيلي”، وكان أحدث شواهد الرفض الجولاني لممارسات الاحتلال، المظاهرات التي يقوم بها مئات من أهالي الجولان السوري المحتل في وجه المخططات التهجيرية للكيان الصهيوني.

من الطبيعي أن تكون هذه المظاهرات ضربة قوية للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لسلب سكان الجولان مكانتهم وتاريخهم وموقعهم بالمواجهة المباشرة، أو التسلل إلى دواخلهم في برامج ومشاريع هادئة صامتة، مراهناً على شيخوخة الذاكرة، والمحاولات الفاشلة لتفتيت وضرب النسيج الاجتماعي، وتحويل الصراع مع الاحتلال إلى صراع بين أبناء البيت الواحد.

لكن هذا الاحتلال لا يدرك أن أهالي الجولان واثقون بأن سورية التي انتصرت على الإرهاب، ومرتزقته المدعومين من الاحتلال الإسرائيلي ستنتصر مجدّداً، وستحرّر كل شبر من الجولان المحتل، الذي لا يزال أهله يرفضون “الهوية الإسرائيلية”، ويؤكّدون تمسّكهم بهويتهم العربية السورية حتى زوال الاحتلال.