هجرة الكوادر الصحية تعرقل تنفيذ الخطط.. ومحاولات للاستخدام الأمثل
دمشق – حياة عيسى
تواجه إدارة الموارد البشرية في وزارة الصحة عدداً من التحديات، في مقدمتها، ما نتج عن الأوضاع غير المستقرة في المنطقة والاستخدام المفرط للقطاع الصحي خلال فترة الأزمة وبعدها، وارتفاع معدلات انتشار الأمراض والأوبئة في الإقليم.
مدير التنمية الإدارية في وزارة الصحة محمد شما بيّن في حديث لـ”البعث” أن ما تعاني منه إدارة الموارد البشرية يعود إلى هجرة بعض الكوادر الصحية، وزيادة الطلب على الخدمة الطبية نتيجة لما تعرّضت له العديد من المنشآت الصحية من ضرر وتدمير، إضافة إلى أعباء كبيرة على القوى العاملة وظهور تحديات كبيرة في مجال التخطيط والتعليم والتدريب والتحفيز للموارد البشرية الصحية، لذلك اتجهت وزارة الصحة عبر مديرية التنمية الإدارية إلى رسم السياسات وتحديد الإجراءات للعمل على الاستخدام الأمثل والفاعل للموارد البشرية والمتمثلة في تحديد الاحتياجات من الكفاءات وتوفيرها من خلال الاختيار والتعيين والتوزيع، وذلك وفق الأدلة الاسترشادية، وبإشراف مباشر من وزارة التنمية الإدارية والعمل على تقويم السلوك والأداء الوظيفي للعاملين، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات المترتبة على عملية التقييم والتحليل وتوصيف الوظائف وتحديد المسار الوظيفي ورعاية شؤون العاملين واحتياجاتهم حسب الأنظمة المعمول بها، بالتزامن مع تعزيز تكافؤ الفرص بين العاملين في كافة مجالات الموارد البشرية من تدريب وترقية والوصول إلى الوظائف الإشرافية.
وتابع شما أن الوزارة تعمل باستمرار للارتقاء بالموارد البشرية من حيث استقطابها وتحفيزها والاحتفاظ بها ورفع قدراتها، وبشكل خاص بناء قدرة العاملين وتوفير التخصصات الطبية اللازمة، والتي تعتبر من أهم التحديات في إدارة الموارد البشرية في ظل التزايد السكاني والحاجة إلى الرعاية الصحية المتخصّصة، علماً أن الوزارة على إدراك كامل بأهمية الموارد البشرية كعنصر رئيسي في تقديم الخدمة الصحية بجودة وكفاءة، وأنها العمود الفقري لأي نظام صحي يسعى إلى تحقيق أهدافه من أجل تقديم الخدمة الصحية وتحسينها وتطويرها.
وأشار شما إلى أن عملية الإصلاح الإداري هي ثقافة تنظيمية قبل أن تكون تعديلاً إدارياً على الهيكل التنظيمي أو توزيع الموارد البشرية، وهذا يعني أن المطلوب تأسيس لمرحلة جديدة من عقلية العمل المنفتحة والشفافة دون الاكتفاء بتغيير شكلي في الهيكلة الإدارية والتنظيمية للجهات العامة وتعديلها بما يتوافق مع المهام والأدوار الأساسية لهذه الجهات، وإعادة توزيع القوى والموارد البشرية لدى الجهات العامة على مراكز العمل وفق أسس المؤهلات وتقسيم العمل والتخصيص والتوصيف الوظيفي.
يُشار إلى أن مديرية التنمية الإدارية في الوزارة هي المعنية بتنفيذ المشروع الوطني للإصلاح الإداري والارتقاء بالأداء المؤسساتي، وتطوير وقياس الأداء الإداري ورفع كفاءة وفعالية الوزارة وتنفيذ مهامها وتقديم خدماتها من خلال تطوير البنية التنظيمية وتبسيط الخدمات المقدمة، وتوثيق إجراءات العمل وتقييم فعاليتها وتحديثها بشكل مستمر، بالتزامن مع تطوير إدارة الموارد البشرية وتحفيزها لتحسين الأداء وتقدير الاحتياجات فيها ومتابعة تأمينها تحقيقاً لأهداف الوزارة، إضافة إلى اقتراح الملاك العددي وتوزيع الوظائف وإعداد خطط لتوفير الموارد البشرية ونشر المعارف الإدارية، ورفع مستوى الوعي الإداري والسلوك التنظيمي للعاملين في الوزارة.