“الطاقات المتجددة” و”التربية”.. مذكرة تفاهم لتزويد المدارس بمنظومات كهروضوئية
دمشق – ميس خليل
الاعتماد على الطاقة المتجدّدة كحلّ جذريّ لمشكلات الكهرباء المتفاقمة التي يعاني منها هذا القطاع بات أمراً واقعاً وضرورياً، مع تراجع إنتاج محطات التوليد لعدم توفر الوقود اللازم كما يُقال.
ومع المساعي الحكومية لدعم استخدام الطاقات المتجدّدة ورفع كفاءة الطاقة، وتوسيع التجارب في إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتشجيع على توسيع استخدامها من قبل الشرائح والقطاعات كافة، توجّهت العديد من القطاعات للاهتمام بهذا المجال، حيث بادرت مجموعة من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة دمشق المتخصّصين بهندسة الطاقات المتجدّدة منذ عام 2013 بطلب إنشاء جمعية لا حكومية مرخصة باسم (الجمعية السورية للطاقات المتجدّدة) مقرها في دمشق، ويشمل نشاطها جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، وذلك انطلاقاً من جهة من واجباتهم الوطنية تجاه إعداد مهندسي المستقبل المتخصّصين في هندسة الطاقات المتجدّدة، ومن جهة أخرى التزامهم المجتمعي بالمساهمة بالجهود الحكومية والمجتمعية الساعية لتوطين تطبيقات هذا النوع من مصادر الطاقة على مساحة الوطن ورسم السياسات الهادفة للاستفادة من المكوّن المميز الذي تتمتّع به سورية في هذا المجال، وخاصة المكوّن الشمسي والريحي والطاقة الحيوية.
وفي هذا الإطار أوضح الدكتور سعيد فواز شقير رئيس مجلس إدارة الجمعية لـ “البعث” أنه في هذه الأجواء ولدت فكرة إنشاء هذه الجمعية وحصلت على الترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية في عام 2022، وتهدف إلى المساهمة في نثر بذور المعرفة والتوعية بمجال الطاقات المتجدّدة للأفراد والمؤسسات عن طريق نشر تكنولوجيا الطاقات المتجدّدة وتطبيقاتها في كافة مجالات الحياة، كما تسعى إلى التعاون مع جميع الجهود الحكومية والنقابية والقطاع الخاص في وضع إستراتيجية الطاقات المتجدّدة الكفيلة بأخذ هذه المجال مكانه الطبيعي كرافعة أساسية وفعالة لعملية إعادة الإعمار القائمة حالياً، وتهدف أيضاً على المدى البعيد إلى إدخال أنماط سلوكية في المجتمع تتبنى سياسة استخدام الطاقة المتجدّدة وترشيد استهلاك الطاقة منذ مراحل الطفولة المبكرة والمرحلة ما قبل الجامعية.
وذكر شقير أن الجمعية ممثلة حالياً باللجنة الوطنية للتنمية المستدامة والهيئة العربية للطاقات المتجدّدة، وتقوم منذ حصولها على الترخيص بإعداد مقترحات هندسية معتمدة أساساً على استخدام مصادر الطاقة المتجدّدة المتوفرة بالمكان ومزمع تنفيذها في ثلاث قرى نائية، تعاني من شحّ غير مسبوق في واردات مياه الشرب نتيجة التقنين الكهربائي، والسعي للحصول على التمويل لهذه المشاريع من منظمات دولية مسموح لها العمل في سورية، كما انتهت مؤخراً من إعداد مذكرة تفاهم مع وزارة التربية تهدف إلى قيام مجموعة من المهندسين المتطوعين الشباب من المنتسبين إلى الجمعية بإقامة الأنشطة التعليمية والتوعوية عن الطاقات المتجدّدة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، وأيضاً المساهمة في تزويد مجموعة من المدارس بمنظومات طاقة كهروضوئية صغيرة كفيلة بتشغيل الأجهزة والإنارة الأساسية من المنح المقدّمة.
وأقامت الجمعية –بحسب شقير- بالتشبيك مع الأمانة السورية للتنمية دورة تدريبية في مجالات الطاقات المتجدّدة تهدف لمساعدة مجموعة من الشباب في البدء بمسار مهني مستدام.
وبيّن شقير أن الجمعية تعمل على دعم تنفيذ مشاريع في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وصولاً إلى وضع الخطط اللازمة لتنفيذ مشاريع كبرى تساعد في رفد منظومة القدرة الكهربائية في سورية بجزء مهمّ من احتياجاتها. ودعا شقير كل السوريين أينما كانوا، وخاصة من له اهتمام في هذا المجال من أفراد وشركات ومؤسسات، للانضمام والمشاركة في نشاطات الجمعية السورية للطاقات المتجددة، التي تعتبر بيتاً لجميع المهتمين والعاملين في هذا المجال، ومنفتحة على كافة الأفكار البنّاءة الكفيلة بازدهار هذا القطاع الحيوي في وطننا، وهي ليست منافساً لأحد.