منتدى فالداي يستضيف جلسة حوارية حول سورية
تقرير إخباري
استضاف منتدى فالداي في 20 حزيران الجاري جلسة حوارية بعنوان “سورية منتصف الطريق إلى الوطن”، مكرّسة لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية بعد 12 عاماً من الغياب. وتوزّعت محاور الجلسة على الأسئلة التالية: هل يمكن الحديث عن انتهاء الأزمة السورية؟ ما هي الأولوية للسياسة الخارجية السورية بعد عودتها إلى جامعة الدول العربية؟ وما هو الدور الذي ستلعبه روسيا في تسوية ما بعد الصراع؟.
وكان المتحدّثون في الجلسة الحوارية د. بشار الجعفري، السفير فوق العادة والمفوّض للجمهورية العربية السورية لدى روسيا الاتحادية، ورمزي عز الدين رمزي، بوصفه نائب المبعوث الأممي الخاص لسورية (2014 – 2019)، وماريا خودينسكايا غولنيشيفا، أستاذة قسم التحليل التطبيقي للمشكلات الدولية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، ونائبة مدير إدارة تخطيط السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الروسية، وإيغور ماتفيف، باحث أول في معهد الدراسات الشرقية الأكاديمية الروسية للعلوم.
أشار مدير البرامج في نادي فالداي الذي أدار الجلسة، أندريه سوشينتسوف، إلى أن القرار الذي اتخذه مجلس جامعة الدول العربية في أيار الماضي باستئناف عضوية سورية في المنظمة يعدّ انتصاراً دبلوماسياً مهمّاً لدمشق، ودعا المشاركين إلى مناقشة المهام الأساسية التي تواجه السياسة الخارجية السورية في الوضع الجديد، وكذلك الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في تسوية ما بعد الصراع.
وشدّد د. الجعفري على أن سورية لم تغادر الجامعة العربية بالكامل، وهي الآن معنية فقط باستئناف أنشطتها في الجامعة. وأضاف: “على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها سورية، إلا أنها كانت دائماً في صميم العروبة والهوية العربية”. وأعرب الجعفري عن امتنانه لروسيا على المساعدة التي قدّمتها للجمهورية العربية السورية منذ بداية الحرب، ووصف العلاقات الروسية السورية بأنها مثال للشراكة والأخوة، وأشار إلى دعم سورية الكامل لروسيا في سياق عمليتها الخاصة في أوكرانيا، وإلى إدانة السياسة العدوانية للغرب.
من جهته، قال رمزي إنه لا أحد في العالم العربي يعتقد أن سورية قد تخلّت بالفعل عن الأسرة العربية، وأعرب عن أمله في ألا تعاود جامعة الدول العربية في المستقبل عمل ما عملته مع سورية، وأشار في تحليله لدور الدول العربية في حل الأزمة، إلى أن أعضاء الجامعة العربية حاولوا منذ فترة طويلة إبعاد أنفسهم عن هذه العملية، لكنهم أدركوا تدريجياً أنه لا ينبغي ترك الوضع للمصادفة، وإلى أن أولوياتهم الآن تشمل عودة اللاجئين ومكافحة الإرهاب وإعادة إعمار البلاد.
من جهتها، وصفت ماريا خودينسكايا غولنيشيفا عودة سورية إلى الجامعة بالحدث المهم من وجهة نظر الجغرافيا السياسية. وبرأيها، ما يحدث يوضح الميول المركزية داخل المجتمع العربي، وهو يندرج ضمن إطار النهج الحضاري المعتمد في مفهوم السياسة الخارجية المحدث لروسيا، فالميول المركزية داخل المجتمعات الحضارية هي عامل إيجابي من وجهة نظر آفاق تشكيل نظام عالمي. وأضافت خودينسكايا غولينشيفا: كلّما زاد تماسك المجتمعات الحضارية زادت الفرص المتاحة لها للتحدّث بصوت واحد.
أما إيغور ماتفيف، فقد اعتبر أن ما يحدث هو عودة للعدالة التاريخية، وأن كل ما حدث هو بسبب المرونة التي أظهرها الشعب السوري في تعاطيه مع الحدث، فهو يعتبر أن الدفاع القوي والثابت عن مصالح البلاد عنصر مهم.
وفي سياق إعادة سورية لعلاقاتها مع جيرانها، أشار ماتفيف إلى تزايد الحديث عن إنشاء منصّة إقليمية لإعادة إعمار سورية، ولا ينبغي بالضرورة أن يقتصر هذا البرنامج على الوطن العربي. وختم ماتفيف بالقول: “لدى روسيا العديد من الفرص في تقديم مساهمات كبيرة فيما يتعلق بإعادة إعمار سورية مع جميع الأطراف المعنية الأخرى”.
عناية ناصر