صحيفة البعثمحافظات

شعبية “الأكل” تعاند خواء الجيوب.. طرطوس تحيي مهرجانها الثالث!!

طرطوس – محمد محمود

رغم الظرف الاقتصادي الصعب نجحت محافظة طرطوس في تحقيق استقطاب جماهيري لافت عبر المهرجانات والفعاليات التي تقيمها سنوياً على شاطئ الكورنيش البحري، وربما يكون مهرجان الأكل بنسخته الثالثة، والذي افتتح مساء أول أمس، 20 حزيران، صورة عن تلك الفعاليات التي يمكن استثمارها سياحياً بأفكار ورؤى جديدة، خاصة وأن شعبية الأكل ما زالت تعاند خواء الجيوب، وتنتصر كلّ عام على أي وضع اقتصادي ضاغط مهما اشتد، وهذه هي الفكرة الأساسية التي استطاع صنّاع المهرجان والداعين إليه تلقفها واستثمارها اقتصادياً وسياحياً بشكل ناجح وجيد، وربما مفضوح، وإلا ماذا كانت لتفعل شركة طبية، ومؤسّسة لتصنيع المحارم والفوط، وأخرى لتصنيع المدافئ، وثالثة للمنظفات في مهرجان للأكل؟!!.
جولة “البعث” في مهرجان الأكل رصدت أسعار وجبات الطعام والفعاليات المشاركة، والتي بدت هذا العام بزخم أقل عن الدورتين الماضيتين، وبأفكار تعيد نفسها، لكن الجديد فيها تقلّص حجم “السندويتشات” على حساب الأسعار، وغياب الأكلة الشعبية الشاورما عن الحضور، غياب سيخ الشاورما استدركه حضور الفلافل الشعبية، والمعجنات المختلفة، وشاورما الصاج، وساندوتش “الميني”، وبعض المعجنات محلية الصنع.
وبرأي بعض الحضور في المهرجان، فـإن “دلال الكرش” الذي ترفعه معظم الفعاليات المشاركة في مهرجان الأكل عنواناً جاذباً للجمهور والحاضرين فيه بحاجة لمبلغ مالي كبير يفوق القدرة الشرائية للكثيرين منهم، أما إسكاته فقط وخاصة لأصحاب العيال، فيمكن أن يتحقق على خجل بسندويتش “ميني” صغيرة جداً لا ترضي حتى الأطفال الصغار، وبسعر مرتفع جداً، مشيرين إلى أن الأسعار قفزت كما كل الأشياء كثيراً عن العام الماضي، في حين لم تختلف إلا بشكل محدود عن أسعار وجبات السوق المرتفعة أصلاً، وباستثناءات محدودة، كالفلافل الذي تمّ تقديمه في أحد المحلات بسعر 2500 ليرة “للسندويشة” الواحدة لكن بحجم صغير جداً!
في المقابل، يرى بعض أصحاب الفعاليات المشاركة أن مهرجان الأكل فتح باباً للنجاح لهم، وكان فرصة حقيقية للترويج لمطاعمهم ومأكولاتهم، وتحدث بعض هؤلاء عن إقبال شعبي جيد جداً لهذه الدورة، لكن وبحكم الظرف الاقتصادي الضاغط، فالأسعار يجب أن تكون مقبولة نوعاً ما حتى ولو على حساب حجم وجبات الطعام، كذلك أكد بعض المشاركين تقديم عروض ترويجية لبعض الأصناف كالقهوة والمشروبات والبسكويت والبوظة وغيرها من الأصناف، ما حقق رضا وقبولاً من المشاركين، بحسب أصحاب الفعاليات.
واعتبر رئيس مجلس مدينة طرطوس القاضي محمد زين أن المهرجان فرصة حقيقية لتشجيع المنتجين الوطنيين على عرض منتجاتهم، والمنافسة المشروعة بينهم، وهو خطوة للأمام ومجلس المدينة يشجع أي خطوة تنعكس على المصلحة العامة، وتحقق هدف العمل والحركة والتعرف على أصحاب الفعاليات في المحافظة، والمطلوب اليوم التعاون منا جميعاً وتقديم أفكار مختلفة وجاذبة، فيد واحدة لا تصفق.
من جهته، بيّن بسام عباس مدير سياحة طرطوس، أن مديرية السياحة كانت ولا تزال داعمة لكل الفعاليات والنشاطات التي من شأنها الترويج للأنشطة السياحية للمحافظة وهذا المهرجان أحدها، شاكراً الجهة المنظمة على المجهود الذي تقوم به، كما وعد بالعديد من الفعاليات والمهرجانات على امتداد مساحة المحافظة، فكل المؤشرات تشير إلى موسم سياحي متميز هذا العام.
هذا وتستمر فعالية مهرجان الأكل بدورته الثالثة لمدة ستة أيام ويختتم في السادس والعشرين من الشهر الحالي.