أخبارصحيفة البعث

أليف صباغ لـ”البعث”: المقاومة طوّرت أساليب عملها.. وأي اقتحام لشمال الضفة سيكلّف العدو ثمناً باهظاً

البعث – إبراهيم ياسين مرهج  

تتسارع الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتتوهّج في الأفق انتفاضة كبرى. وبعد أن تهيّأ لجيش الاحتلال أن الوضع بات طوع أمره، وأنه بمقدوره قتل واعتقال وتهجير من يشاء وقت يشاء، وأنه قادر على زرع مستوطناته على أراضي الفلسطينيين دون رادع، قوّضت المقاومة الفلسطينية هذا الوهم ومرّغت غطرسته بالتراب.
“البعث” استطلعت أوضاع الداخل الفلسطيني والجولان السوري المحتل قي حديث عبر الانترنت مع المحلل السياسي الفلسطيني أليف صباغ، في الحوار التالي:

ماذا عن انتفاضة أهلنا في الجولان المحتل؟
انتفاضة أهالي الجولان جاءت للتعبير عن انتمائهم لوطنهم السوري وإصرارهم على الدفاع عن أرضهم وبيئتهم وصحتهم في مواجهة شركات المستعمرين “الإسرائيليين” الذين يبحثون عن المال وسرقة مقدّرات وخيرات أصحاب الأرض الأصليين، كما جاءت للتعبير عن موقفهم الوطني المناهض لمشاريع الاستيطان “الإسرائيلية” بعد أن اتخذت حكومة الاحتلال الحالية بالإضافة إلى من سبقها قراراتٍ بمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان المحتل.

 كيف تقيّم كمين جنين والعملية النوعية في مستوطنة عيلي؟

جاءت هذه العملية لتثبت أنه لا يمكن لأيّ قوة مقاومة تتصدّى للاحتلال إلا أن تعي أساليب عملها وتطوّر أدواتها، ولأن جيش الاحتلال يمتلك وبدعم أمريكي قوى وأدواتٍ أكثر تطوّراً وأحدث تجهيزاً بكثير من المقاومة، وبالإضافة إلى ذلك فهو يراجع أساليب عمله ويسعى إلى استخدام آلته العسكرية لصدّ قوى المقاومة.

ومن هنا كان لا بدّ لكتائب المقاومة الفلسطينية في جنين وطولكرم وغيرها، أن تغيّر من آلية عمل وحداتها وأن تلجأ إلى استخدام الكمائن والأفخاخ المتفجّرة وفق إمكانياتها وظروفها الصعبة، لافتاً إلى أن المقاومة استفادت من تجارب الشعوب السابقة في مقاومة الاستعمار التي تؤكد أن مواجهة الاحتلال باللجوء إلى أسلوب الكمائن والعمليات النوعية أفضل وأجدى من المواجهة المباشرة وأكثر تكلفة للمحتلين.

 هل تتوقّع قيام انتفاضة كبرى على غرار الانتفاضتين السابقتين؟

للأسف لا أتوقع انتفاضة كبرى ما دام هناك تنسيق أمني مع الاحتلال “الإسرائيلي”، وما دامت الحسابات والظروف الإقليمية تخنق المقاومة في قطاع غزة المحاصر، ورغم ذلك فإن المقاومة مستمرة وقد تعاظمت قوتها وتعزّز تأثيرها، إذ استطاعت أن تبدع في أساليب عملها مع السعي الدائم لتوفير الأدوات المناسبة لذلك.. واليوم تكمن قوة الشباب المقاوم بالحصانة الشعبية الوطنية والأمل أن محور المقاومة سيتحرّك لمساعدتهم حين يحتاج الأمر إلى ذلك.

 هل ترى أن المقاومة قادرة على ردع الاحتلال عن اقتحام شمال الضفة؟

إن أيّ عملية اقتحام سيقوم جيش الاحتلال بتنفيذها ضدّ شمال الضفة، وهي متوقعة فعلاً، ستواجه بمقاومة شعبية وأخرى مسلّحة، وستكلّف العدو ثمناً كبيراً، ولكن ولكي تنجح المقاومة في تحقيق توازن الردع مع العدو تحتاج إلى الكثير والكثير من أسباب الصمود، فلا يمكن مقارنة إمكانيات العدو بإمكانيات الشباب المقاوم.

هل الاحتلال ماضٍ في توسيع مستوطناته؟

مع الأسف المحتل “الإسرائيلي” سيستمر في توسيع الاستيطان وبناء مستوطنات جديدة وبالذات في شمال الضفة، وهذا قرار صادر عن حكومة الاحتلال ورصدت له الميزانيات، وهو يحدث بسبب الصمت العربي والدولي على الاستيطان، بالإضافة إلى تغوّله في الفترة التي أعقبت عمليات التطبيع التي حدثت معه، كما يؤثر في ذلك التنسيق الأمني مع الاحتلال وإظهار الضعف تجاهه.