أطفال فلسطين في دائرة الاستهداف الإسرائيلي
تقرير إخباري
لم تتوقّف معاناة الفلسطينيين من سياسات الاحتلال الإسرائيلي الهمجية، حيث يواجه الفلسطينيون القتل، والاعتقال، والتشريد، والإبعاد، والإقامة الجبرية، ومصادرة الأراضي، والاستيطان، والحصار، بشكل يومي.
ولم يكن أطفال فلسطين بمنأى عن إجراءات الاحتلال القسرية والتعسّفية، بل كانوا في مقدّمة ضحايا تلك السياسات، حيث تقوم قوات الاحتلال بتعذيبهم والتنكيل بهم ضاربة عرض الحائط بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنصّ على حقوق الأطفال، وفي مقدمتها “اتفاقية حقوق الطفل”، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي.
إن عمليات استهداف أطفال فلسطين تعدّ سياسة ثابتة تتبعها القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، كما أن بعض الجرائم التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال بمنزلة جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب.
ويظهر ذلك من خلال عدد الأطفال الذين ارتقوا شهداء، حيث وثقت المؤسسات الحقوقية للدفاع عن الأطفال في فلسطين استشهاد 2270 طفلاً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء انتفاضة الأقصى عام 2000 حتى بداية شهر حزيران الحالي، منهم 546 طفلاً فلسطينياً خلال عام 2014، ارتقوا خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
ولم توفّر قوات الاحتلال الإسرائيلي وسيلة من وسائل القتل ضد الأطفال إلا وقامت باستخدامها، منها قصف طائرة إسرائيلية دون طيار ثلاثة أطفال بصاروخ شمال شرق مدينة خان يونس ما أدّى إلى استشهادهم، وحتى الأطفال الرضّع لم يسلموا من جرائم الحرب التي ترتكبها ضدهم، والرضيعة إيمان حجو التي استُشهدت بقصف دبابات الاحتلال لخان يونس عشوائياً سنة 2001 خير مثال على ذلك.
ويضاف إلى تلك الجرائم عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أيار 2021، الذي استمر 11 يوماً، حيث كان أطفال فلسطين في رأس قائمة بنك الأهداف الإسرائيلي، وارتقى نحو 72 طفلاً بسبب قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية منازلهم بكل وحشية.
وقد ضربت سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي عرض الحائط بحقوق الأطفال المحرومين من حريتهم، وتعاملت معهم “كمشروع مخرّبين”، فأذاقتهم أصناف العذاب من خلال اعتقالهم، ووضعهم في ظروف احتجاز قاسية، والمعاملة القاسية والمهينة، التي تتضمّن الضرب، والحرمان من النوم ومن الطعام، والتهديد والشتائم، والحرمان من الزيارة، واستخدمت معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات، والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لمصلحة المخابرات الإسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ عام 1967، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في 20 تشرين الثاني 2022 نحو 50 ألفاً من الأطفال الفلسطينيين، منهم نحو 20 ألفاً تعرّضوا للاعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول 2000.
إن هذه الأعداد الكبيرة تعطي مؤشراً خطيراً على مواصلة “إسرائيل” وضع حياة الأطفال الفلسطينيين في دائرة الاستهداف، وتؤكّد أن سجل “إسرائيل” بانتهاكات حقوق الأطفال الفلسطينيين دون أي وازع أخلاقي حافل بصور الإرهاب، وأنها لا تقيم وزناً لأي أخلاق أو قواعد أو معاهدات دولية.
عناية ناصر