غوتيريش يمتنع عن وضع “إسرائيل” على قائمة العار
سمر سامي السمارة
أدان المدافعون عن حقوق الإنسان مؤخراً امتناع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدراج “إسرائيل” في “قائمة العار” للدول التي تقتل وتصيب الأطفال خلال الحروب والنزاعات المسلّحة الأخرى.
فقد رفع تقرير مكتب الأمين العام السنوي عن الأطفال والصراع المسلّح، الذي من المرجّح أن يصدر علناً في 30 حزيران الجاري، وفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة، اسم “إسرائيل” من قائمة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، وذلك على الرغم من قتل قوات الاحتلال الإسرائيلية وإصابتها أكثر من 1000 قاصر فلسطيني خلال العامين الماضيين، فضلاً عن قتل 42 طفلاً فلسطينياً، وإصابة 933 آخرين برصاص القوات الإسرائيلية في عام 2022 وحده.
ووفقاً للتقرير، أشار غوتيريس إلى انخفاض ملموس في عدد الأطفال الذين قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك الغارات الجوية في عام 2022، حسب زعمه، لكن الواقع عكس ذلك فقد شنّت “إسرائيل” حملة قصف كبرى على غزة في عام 2021، حيث لقي 67 طفلاً من بين 256 فلسطينياً حتفهم نتيجة القصف، بينما ذكر التقرير أن القوات الإسرائيلية قتلت 78 طفلاً في عام 2021.
وفي إشارة إلى أن عام 2022 كان العام الأكثر دموية للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 15 عاماً، قالت جو بيكر، مديرة مناصرة حقوق الطفل في “هيومن رايتس ووتش”: إن عدم استعداد غوتيريس مع مرور السنين لمحاسبة القوات الإسرائيلية على انتهاكاتها الجسيمة ضد الأطفال قد أدّى إلى نتائج عكسية، وشجّع القوات الإسرائيلية على استخدام القوة المميتة الموجّهة ضد الأطفال الفلسطينيين.
وفي تغريدة لها على تويتر، كتبت بيكر أنه منذ عام 2015 حتى عام 2020، عزت الأمم المتحدة إصابة أكثر من 6700 طفل إلى القوات الإسرائيلية، ومع أنه تم التحقق مؤخراً من إصابة 975 آخرين في عام 2022، يواصل غوتيريس الامتناع عن وضع “إسرائيل” على قائمة العار.
في الواقع، تم توجيه الانتقاد إلى التقرير المتعلق بقتل الأطفال في الصراع المسلّح، عقب مصرع سبعة فلسطينيين بينهم طفلان، وهما أحمد يوسف صقر وسديل غسان نغنية تركمان، اللذان يبلغان من العمر 15 عاماً أثناء وبعد الغارة التي شنّتها القوات الإسرائيلية مؤخراً على مخيم جنين للاجئين.
وحسب منظمة الدفاع عن الأطفال، لقي طفل فلسطيني آخر، وهو أشرف مراد محمود السعدي، البالغ من العمر 15 عاماً مصرعه في غارة جوية بطائرة مسيرة إسرائيلية على سيارة كان يستقلها شمال جنين.
من جانبه، قال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور مؤخراً: “إن شطب اسم “إسرائيل” من قائمة غوتيريش أمر محبط للغاية للشعب الفلسطيني وللأطفال الفلسطينيين”، مضيفاً: “إن الأمين العام ارتكب خطأ فادحاً في عدم إدراج الحكومة الإسرائيلية الحالية على هذه القائمة المسؤولة عن إلحاق الأذى في الأطفال، فهذه هي الحكومة الأكثر تطرّفاً، المحمّلة بالعناصر الفاشية، فإذا لم تُدرج هذه الحكومة الآن على القائمة، فمتى ستُدرج؟. ومن المؤسف الأمين العام للأمم المتحدة لم يختر إدراجها”.
وتابع: كنا نأمل أنه عندما قال العام الماضي إنهم إذا استمرّوا في هذا المسار، فقد يتم إدراجهم على القائمة، لكنهم استمروا في الطريقة نفسها.. لقد قتلوا أطفالاً أكثر من العام الماضي، لكن غوتيريش لم يذكرهم.
وكان غوتيريش أشار في العام الماضي إلى أنه “صُدم بعدد الأطفال الذين قُتلوا، وشُوّهوا على أيدي القوات الإسرائيلية خلال الأعمال العدائية، والضربات الجوية على مناطق مكتظة بالسكان، وجراء استخدام الذخيرة الحية، معلناً أنه في حال تكرار الوضع نفسه في عام 2022 دون تحرّك ذي مغزى، لابد من إدراج “إسرائيل” على القائمة السوداء.