قاعدة التجسّس الصينية في هافانا والنفاق الأمريكي
تقرير إخباري
تعاني الدول التي لا تخضع حكوماتها للنفوذ الأمريكي من الملاحقة الدائمة، وتُفرض بحقّها العقوبات في المراحل الأولى وقد تتعدّاها إلى غزو عسكري أمريكي تالياً، كما يُثار الكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة الهادفة لزعزعة استقرار تلك الدول، وفي الوقت نفسه يتم ضرب علاقاتها مع الدول الأخرى.
وهذه المرة وجدت مجلّة أميركية تتحدّث عن العقوبات الأميركية على كوبا، أن الادّعاءات الجديدة بأنّ “هافانا تستضيف قاعدة تجسّس صينية”، هي محاولة من واشنطن لتغيير الحكومة الكوبية.
وخلال تفنيدها للكذبة الأمريكية الجديدة، قالت مجلّة “Covert Action”: إنه بعد الكذب بشأن أسلحة الدمار الشامل، و”التدخل الروسي” في الانتخابات الأميركية، و”الأسلحة الكيميائية” في سورية ومزاعم أخرى كثيرة، يعمل مجتمع المخابرات الأميركية الآن على تعزيز كذبة أنّ “كوبا تستضيف قاعدة تجسّس صينية” تمكّن الصين من التجسّس على أمريكا.
وأضافت المجلّة: من الواضح أنّ تلفيق المعلومات عن بناء “القاعدة الصينية” قد أُعدّ لمحاولة “حشد الدعم العام لسياسات إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن لتغيير النظام في البلاد”.
ووفقاً للمجلة، وسّعت الإدارة الأميركية العقوبات والحصار الاقتصادي المفروض على كوبا، الذي تعارضه 185 دولة، ووفقاً ليوري جالا لوبيز، سفير البعثة الدائمة لكوبا لدى الأمم المتحدة، فإنّ هذه العقوبات تكلّف الكوبيين 455 مليون دولار شهرياً.
وأشارت المجلّة الأميركية، إلى أن بايدن وقع تحت تأثير رئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي روبرت مينينديز، نجل المهاجرين الكوبيين المتحمّس لسياسات تغيير الحكومة الكوبية الذي انتقد مناورة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه كوبا إبان توليه الحكم، وأضافت: تمّ تأكيد قسوة “نهج مينينديز” في المحكمة الشعبية الدولية، بشأن الإمبريالية الأميركية التي ركّزت على كوبا في 10 و11 حزيران الجاري، حيث استهدفت جلسات الاستماع التي نظّمتها مجموعة من منظمات السلام والعدالة الاجتماعية، تسليط الضوء على التأثير الخبيث للعقوبات الأميركية التي تعمل كـ”أداة رئيسية للإمبريالية الأميركية”.
وأكّد المتحدث الأول في جلسة الاستماع، يوري غالا لوبيز، أنّ إدارة بايدن تواصل تطبيق سياسة “الضغط الأقصى” على كوبا الموروثة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بينما أكّد متحدّثون آخرون في جلسة الاستماع أنّ هدف الولايات المتحدة هو “معاقبة كوبا على تحدّيها وإنشائها هيكل حكم إنسانياً يعمل كبديل للنظام الرأسمالي غير الإنساني”.
يُشار إلى أن وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بارييا، أكّد أنّ تصريحات وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن حول وجود “قاعدة تجسّس صينية” في كوبا هي “ادّعاءات كاذبة” وأن “لا أساس لها من الصحة”، بينما استنكر نائب وزير الخارجية الكوبي فرناندو دي كوسي هذه “الافتراءات الجديدة التي اختلقها مسؤولون أميركيون وأكاذيب أخرى سابقة، كالهجمات الصوتية المزعومة ضد موظفين دبلوماسيين أميركيين، وأخرى حول الوجود العسكري الكوبي في فنزويلا ومختبرات الأسلحة البيولوجية”.
إبراهيم ياسين مرهج