استياء غربي متزايد وشرخ أمريكي متصاعد
تقرير إخباري
ترتفع موجة السخط والاستياء في جميع أوساط الغرب إبان تداعيات الحرب الأوكرانية، التي أرخت بظلالها بقوة على الحياة السياسية الأمريكية وأظهرت مدى الانقسام مع تزايد فشل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان أبرز مشعلي ومشجّعي تلك الحرب، ونلحظ تجديد الجمهوريين مساعي عزله بتهم خرق الدستور فيما يتعلق بالتهاون بمسألة حماية الحدود الجنوبية لأمريكا، إذ أهملها وتسبّب بدخول أعداد كبيرة من المهاجرين من المكسيك بصورة غير شرعية “تهدّد الأمن القومي”، في حين كانت حماية حدود أوكرانيا من خطر افترضه في طليعة تحرّكاته العسكرية والسياسية، في مشهد يؤكّد أن مساعي الجمهوريين لن تتوقف لعزل بايدن مهما تم إفشال محاولاتهم من مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية.
كذلك تتعالى أصوات الجمهوريين المندّدة بازدواجية المعايير التي تمارسها الولايات المتحدة مدّعية الحريات والديمقراطيات على مستوى العالم في هذه الفترة المترافقة مع تراجع داخلي غير مسبوق على جميع الصعد مع تفاقم تداعيات الحرب الأوكرانية، متسائلين عن سبب محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب حول حيازة وثائق سرية، في حين تهمل محاكمة الرئيس الحالي على الجرم ذاته، ما ولّد حالة من الغضب الشعبي وخاصةً لدى أوساط الجمهوريين.
كذلك تفاقم التململ الغربي إلى حدّ غير مسبوق في ظل المشهد العالمي المزري الذي سبّبه بايدن، وخاصةً بعد فشل “الهجوم المضاد” الذي صدّع رؤوس العالم به مع رئيس نظام كييف فلاديمير زيلينسكي، حيث لم يحقق الهجوم أي انتصار مزعوم، بل على العكس تحقّق تقدّم روسي وبدأ الجيش يستهدف بأسلحته الدقيقة البعيدة المدى قوات نظام كييف ليس فقط على الجبهات، بل حتى ضمن مراكز التجمّع والاحتياط على الجبهات الخلفية، وباتت الأمور تجسّد بلا شكّ أن حرب أمريكا ودول الناتو عبثية رغم الدعم اللوجستي والمالي والعسكري المقدّم على محرقتها.
في النهاية، الضغوط الشعبية والسياسية تتزايد وتعمّ أمريكا وأوروبا وكل المجريات تصبّ في مصلحة روسيا، مجتمعة مع انتصاراتها الميدانية وإفشالها جميع مخططات الناتو سواء على جبهة أوكرانيا أم حتى في غيرها من الجبهات، وما نشهده حرفياً هو تزايد احتمالية تحقيق الروس للنصر القريب وتناقص فرص الغرب في تحقيق أحلامه الإمبريالية.
بشار محي الدين المحمد