حركة السياحة والسفر خلال العيد تحت وطأة الظروف الاقتصادية
طرطوس – محمد محمود
تتأثر حركة السياحة والسفر إلى محافظة طرطوس في فترة عيد الأضحى القادم بالظروف الاقتصادية الحالية التي جعلت فكرة السفر خلال أيام العطلة بعيدة المنال عن الكثير من العائلات التي باتت تفضّل البقاء في المنزل، إضافة إلى أن فترة العطلة القصيرة المتزامنة مع امتحانات طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية لم تكن عاملاً مساعداً أيضاً.
وتتحدث بعض العائلات التي كان ترغب بزيارة الأهل في المحافظة عن عدم تمكّنها من ذلك للأسباب السابقة نفسها، ولسان حال هؤلاء: “العطلة يومان فقط، والأولاد بالكاد أنهوا امتحاناتهم، والأوضاع لا تسمح”.
وكان لافتاً أن تتوقف بعض الشركات عن العمل قبيل فترة العيد لأسباب غير معروفة على أن تستأنف الرحلات بعد انتهاء فترة العيد، وبالتواصل مع الشركة (أ) أفاد موظفوها بأن التبريرات متعلقة بخطة وظروف العمل دون أي توضيحات إضافية. في المقابل تشهد شركة النقل الأخرى الموجودة في المحافظة “القدموس” نشاطاً في حركة السفر وحجوزات شبه مكتملة في العيد، وتصل كلفة الحجز للراكب الواحد من دمشق إلى طرطوس ذهاباً وإياباً إلى عشرين ألف ليرة بالنسبة للرحلات العادية و28 ألفاً لتذكرة رجال الأعمال.
كذلك تنشط بعض الشركات السياحية الخاصة التي تقوم بتنظيم رحلات سياحية إلى ساحل طرطوس وقراها الجبلية، متضمنة برنامجاً سياحياً متكاملاً مع أنشطة متعدّدة، ولا تقلّ تكلفة الرحلة السياحية الخاصة مع هذه البرامج عن 250 ألف ليرة بالنسبة لأقل رحلة، ويقارن بعض الأشخاص تكاليف هذه الرحلات مع مدخولهم بالقول إن كلفة رحلة يوم واحد تعادل ضعف راتبنا الشهري، وعزا المعنيون في بعض تلك الشركات الأسباب إلى ارتفاع التكلفة، سواء لناحية التنقلات أو أسعار المطاعم التي يقصدونها ويضعونها في برامجهم، حيث تشمل معظم هذه البرامج زيارات لأماكن سياحية متعدّدة باتت معروفة في المحافظة (كالزيب لاين- والمغارة الاستوائية- والمغارات أو الأنهار الموجودة- والشريط الساحلي- وبعض المناطق الجبلية)، مؤكدين عزمهم بعد فترة العيد التعاقد مع مطاعم أو فنادق أكثر شعبية وأقل تكلفة في ظل عزوف الكثير من المصطافين عن إشغال برامجهم والسفر برحلاتهم بسبب الأوضاع الحالية وارتفاع التكاليف.
من جانبه دعا مدير السياحة المهندس بسام عباس مدير سياحة إلى تعزيز حركة النقل وتنشيطها بين المحافظات، وخاصة طرطوس بما يخدم حركة النشاط السياحي والاقتصادي فيها، وما تتضمنه هذه المحافظة من معالم جذب سياحي مختلفة ومتنوعة بين البحر والجبل، منوها إلى ضرورة تكامل شركات النقل الخاص والعام وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمصطافين، وضرورة العمل على تحسين خدماتها.
كما لفت عباس إلى دور الشركات الخاصة التي تقدم برامج سياحية وعروضا اصطياف في المحافظة وأهمية هذه البرامج في تنشيط الحركة السياحية في المحافظة.
وكشف عباس عن عودة شركة الكرنك السياحية قريبا بأسطولها من الحافلات للنقل بين المحافظات، مؤكدا أن عودتها ستساهم بشكل ملحوظ بتنشيط حركة السياحة والتنقل بين المحافظات، وبما يخص محافظة طرطوس ، إذ سيتم تسيير رحلتين يومياً من وإلى العاصمة دمشق.