أخبارصحيفة البعث

فرنسا.. تصاعد موجة الغضب بعد مقتل شاب على يد الشرطة

باريس-سانا   

تواصلت الاحتجاجات الليلة الماضية لليوم الثاني على التوالي في فرنسا، وذلك مع تصاعد الغضب على خلفية مقتل شاب على يد شرطي عند نقطة تفتيش مرورية في حي لا ديفانس قرب العاصمة باريس.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن السلطات نشرت آلافا من رجال الأمن، لمنع توسع الاحتجاجات، حيث استدعي نحو ألفي عنصر من شرطة مكافحة الشغب إلى الضواحي المحيطة بباريس، وذلك في أعقاب مقتل شاب يبلغ 17 عاماً برصاصة في صدره، أطلقها شرطي من مسافة قريبة صباح الثلاثاء الماضي.

وتسبب الحادث بمواجهات بين الشرطة ومتظاهرين قاموا بإشعال حرائق في ضواحي باريس ليل الثلاثاء، ما أدى إلى تضرر نحو 40 سيارة وخلال الليلة الماضية استمر إضرام النيران بحاويات القمامة، وإطلاق الألعاب النارية في ضاحية نانتير غرب باريس، حيث قتل الشاب، إضافة إلى أحياء أخرى في منطقة أو دو سين غرب باريس وفي مدينة ديجون الشرقية.

وفي مدينة تولوز الجنوبية أحرقت سيارات عدة بينما تصاعد دخان أسود كثيف في السماء.

ووفقاً لما أعلنت الشرطة تم اعتقال 150 شخصاً في جميع أنحاء البلاد، فيما أثارت القضية غضبا وانتقادات من شرائح اجتماعية مختلفة.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي رجلي شرطة وهما يحاولان إيقاف السيارة التي يستقلها الشاب قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها، فيما سمع صوت شخص يقول “ستتلقى رصاصة في الرأس”، من دون أن تتضح هويته.

واصطدمت السيارة لاحقاً بجدار جانبي بعدما تحركت مسافة قصيرة إلى الأمام وحاولت خدمات الإسعاف في المكان إنعاش الشاب الذي أصيب في القفص الصدري، لكنه توفي بعد ذلك بوقت قصير.

ولفت مكتب الادعاء في نانتير إلى أن الضابط المتهم بإطلاق النار على السائق أوقف بتهمة القتل، مشيراً إلى أن استجوابه تم في إطار تحقيق بالقتل العمد، وتمديد توقيفه الاحتياطي على ذمة التحقيق.

ودعت والدة الشاب إلى مسيرة تكريماً لابنها بعد ظهر اليوم في نانتير، قائلة في مقطع فيديو نشر على تيك توك: “إنها ثورة من أجل ابني”.

وأعادت هذه الأحداث التذكير باحتجاجات في الضواحي الباريسية في العام 2005، حيث أثارت وفاة مراهقين اثنين صعقاً بالكهرباء في سين سان دوني شمال باريس خلال ملاحقة الشرطة لهما، مظاهرات استمرت ثلاثة أسابيع ودفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ.