ممنوع الاقتراب!!
غسان فطوم
عاماً بعد عام يفقد العيد بهجته وعاداته وطقوسه، بفعل الظروف المعيشية الصعبة، التي أجبرت المواطن على التخلي عن الكثير من مقومات ومستلزمات العيد التي كانت مبعث الفرح له ولأطفاله، فالغلاء طال كلّ شيء وأصحاب الدخل المحدود باتوا عاجزين عن الاقتراب من واجهات محال الألبسة والأحذية والحلويات، والتنقل بين محافظة وأخرى، بل وحتى داخل أحياء المدينة، فالأسعار كاوية لا تُقارب وتحتاج “لكيس مليان بالملايين” لشراء حاجات ومتطلبات العيد، أما “عيدية” الأطفال فلم تعد تخطر على بال بعد أن فقدت الـ 100 ليرة عزّها، ووقع الآباء والأعمام والأخوال وعموم الأقرباء في الحرج أمامهم، فاليوم لا قيمة لـ 5000 ليرة التي بالكاد تشتري “سندويشة فلافل مع كازوزة”.. نعم “بأي حال عدت يا عيد”، فالعيشة لم تعد هنيّة كأيام زمان، واللمّة الحلوة لم تعد حميمية بين الأهل والخلاّن،! للأسف تغيّرت وتبدلت الأحوال، والخوف أن يطول الوقوف على الأطلال ونحن نستذكر الأيام الخوالي!.
بالمختصر، الناس تمني النفس بانفراجة حقيقية تفرح القلوب وتنعش الجيوب، وترسم البسمة على وجوه الأطفال، فما ذنبهم حتى توأد أفراحهم وتنكمش أمنياتهم، وتتلاشى؟ وكان الله بعون صاحب العيال، وبارك الله بأصحاب الأيادي البيضاء الذين لا ينسون ولا يبخلون على الأطفال اليتامى وكل أسرة محتاجة هجر الفرح مسكنها، وبات الهمّ رفيقها، ولا تعرف من العيد إلا اسمه!.