على أمل!
وائل علي
بعد أن كنا نحتفي ونسعد بمرور الأيام اللطيف على تفاصيل حياتنا كنسمة صيف منعشة، قبل أن تثقل علينا، ومنذ أكثر من عقد، السنوات العجاف، ليتغيّر كل شيء ويتحول لأيام كبيسة ثقيلة الوطء في عداد الزمن الذي جار بلا رحمة ولم نعد نهتدي لنهاية نفق العتمة الطويل الموحش.
وها هو عيد الأضحى المبارك “السعيد” يطوي أيامه مودعاً على أمل وثقة أن يطلّ بعد عام بحلة أكثر بهاء وهناء وقد استقرت الأحوال وارتاح المتعبون والمعذبون في الأرض، واستعاد الأطفال ضحكاتهم لنودّع على وقعها وأنغامها وننسى كل تلك العذابات والأوجاع ودروب الآلام التي قطعناها لنودعها في سجل التاريخ والماضي والذكريات دون أن ننساها أو نتناساها لنتعلم منها ونتعظ ونروي للأبناء والأحفاد قصص وحكايات “التغريبة السورية” التي فرضت علينا.
ولا غرابة في ذلك فطائر الفينيق الساكن فينا لا يعرف الاستكانة ولا الانكسار، ويعرف جيداً كيف ينهض من تحت الرماد ويخرج من القمقم كالمارد، وكيف يعيد الدوران لعجلات المعامل والمصانع المتوقفة وبث الحياة في المشاريع المتعثرة والمؤجلة التي طال توقفها وإعادة الخضرة والنضارة للحقول المهجورة وللاقتصاد قوته ومرونته وحيويته، ودوزنة وترتيب البيت الداخلي وبث الحياة في أرجائه وجنباته ابتداء من البشر أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً الحجر وفق أسس عصرية وركائز قوية مقاومة للهزات والزلازل الطبيعية وغير الطبيعية.
عندها تكتمل الصورة التي ضحى ويضحي لأجلها السوريون الكثير، ليحق لنا بالتالي أن نفرح بعودة الأعياد السعيدة لربوعنا ومطارحنا ونفوسنا وأن تكتحل العيون بتلك العودة المأمولة.
ALFENEK1961@YAHOO.COM