صرافات حلب اختناقات يومية ولا حلول
حلب – معن الغادري
لم يعد واقع صرافات التجاري السوري والعقاري في حلب مقبولاً لاسيما أنها دوماً معطلّة، أو خارج الخدمة بسبب انقطاعات الشبكة المتكررة، أو أنها خالية من النقود لعدم تغذيتها من قبل إدارتي المصرفين .
هذا المشهد لم يلق أي معالجة من المعنيين في المحافظة، بل على العكس زاد اختناقاً قبل عطلة عيد الأضحى المبارك بالتزامن مع بدء صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين، إذ تجمع العشرات بل المئات من المواطنين من داخل وخارج المدينة أمام كوات الصرافة لساعات طويلة، ومنهم من أعاد المحاولة في اليوم الثاني والثالث دون أن ينجح في الحصول على راتبه المتواضع أصلاً، ما اضطر الكثيرين ممن التقيناهم إلى الاستدانة لتدبر أحوال معيشتهم خلال عطلة العيد.
ويروي المتقاعد أسعد أنه أنه مضى على وقوفهم أمام الصراف في حي العزيزية المتموضع عند مدخل المصرف التجاري رقم 7 ما يقارب 5 ساعات، ولم ينجح بقبض رواتبه، وهو ما ينسحب على المنتظرين عند الصرافات المتموضعة على طرفي ساحة سعد الله الجابري وعند الحديقة العامة والمالية – من الموظفين والعسكريين، ومنهم من يتحمل يومياً عناء السفر من قراهم ومناطقهم ودفع أجور نقل مضاعفة دون جدوى، ليعودوا خائبين كون الصرافات والتي لا يتجاوز عددها 24 صرافاً إما معطلاً أو خارج الخدمة بسبب غياب الشبكة أو لا يوجد فيه نقود ، ويشير عدد آخر إلى أنهم ينتظرون لساعات طويلة بلا فائدة، ويجددون المحاولة في اليوم الثاني والثالث، فتزداد الأمور تعقيداً وصعوبة مع تزايد عدد المواطنين الراغبين بالحصول على رواتبهم وتزاحمهم في مشهد يشبه تماماً الازدحام اليومي والساعي في وسائط النقل العامة والخاصة.
وبدورنا نضع هذا الملف للمرة الألف في عهدة مجلس المحافظة وإدارتي المصرفين التجاري والعقاري، للوصول إلى حلول نهائية لهذه المعضلة المزمنة والمستعصية، وذلك رأفة بالمتقاعدين والمسنين نساءً ورجالاً، لعل الحظ يسعفهم في المرات القادمة، وخاصة خلال عطلة الأعياد في قبض رواتبهم بيسر وسهولة.
بقي أن نذكر أن قضية الصرافات وأعطالها وحالات الازدحام اليومية تم طرحها ومناقشتها في كافة اجتماعات مجلس المحافظة الدورية في الدورة الانتخابية المنتهية والدورة الجديدة الحالية، دون أن تلقى أي استجابة أو معالجة من قبل المعنيين، ولا ندري إلى متى ستبقى هذه المعضلة المستعصية، مدورة و تتصدر توصيات الاجتماعات بلا حلول.