روغوف: بريطانيا تشرف على مخطط أوكراني استفزازي في محطة زابوروجيه
موسكو- سانا
كشف رئيس حركة “نحن مع روسيا” فلاديمير روغوف أن الاستخبارات البريطانية تشرف على سيناريو استفزاز يعدّه نظام كييف ضدّ محطة زابوروجيه الكهروذرية.
ونقلت وكالة نوفوستي عن روغوف قوله اليوم: “وفقاً للمعلومات المتوافرة تقف الاستخبارات البريطانية وراء تطوير سيناريو الاستفزاز الذي تحضّره سلطات كييف عبر جهاز الأمن التابع لها”.
وأضاف روغوف: “قد تقرّر قوات كييف مهاجمة مستودعات التخزين الجاف للوقود النووي المستهلك أو مهاجمة نفسها، ويمكن أن يتم ذلك على شكل تفجير إرهابي داخل المحطة الضخمة التي من المحتمل أن تكون فيها مخابئ الأسلحة والمتفجّرات التي أعدّها عملاء المخابرات الأوكرانية مسبقاً، وقد يتم العمل باستخدام نظائر مشعّة من أصل روسي بهدف اتهام روسيا لاحقاً بذلك”.
وأشار روغوف إلى أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يجبر سلطات كييف على التراجع عن تنفيذ هذا الاستفزاز هو دفع جميع المتورّطين فيه لإدراك أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً جداً إذا قاموا بذلك.
إلى ذلك، أكّد القائم بأعمال جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين أن خطة التسوية السلمية للنزاع التي اقترحها رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، هي بمنزلة ذرّ للرماد في عيون رعاته الغربيين، ليوهمهم بأن أسلحتهم لا تذهب هباء.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بوشيلين قوله اليوم: “إن تصريحات زيلينسكي حول التسوية الدبلوماسية للنزاع تحمل طابعاً إعلانياً واستعراضياً”، مشدّداً على أن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون وشبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا.
ولفت بوشيلين إلى أن تصريحات زيلينسكي لا علاقة لها بالوضع الحقيقي على خط الجبهة، فالجيش الروسي يدمّر وسيواصل تدمير المستودعات التي يتم فيها تخزين الأسلحة التي قدّمها الغرب.
بدوره وصف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف كلام زيلينسكي بأنه بعيد عن الواقع.
وقال كوساتشيف: “لا يوجد شيء جديد، وما طرحه زيلينسكي ليس خطة تسوية، وليس له أي آفاق”، مشدّداً على أن أوكرانيا كانت لديها كل الفرص لتكون داخل الحدود المحدّدة، لو أنها ظلت دولة محايدة وغير نووية وديمقراطية تحترم حقوق المواطنين بغض النظر عن جنسيتهم وثقافتهم ولغتهم ودينهم.
وأضاف كوساتشيف: “إن أوكرانيا دمّرت نفسها من الداخل، وحدث ذلك دون أي تدخل خارجي، وعاجلاً أم آجلاً سيعترف القادة الأوكرانيون بذلك، ولكن ليس الحاليون بالطبع”.
من جهته، قال نائب رئيس لجنة السياسة الاقتصادية في مجلس الاتحاد قسطنطين دولغوف: “إن نظام زيلينسكي يطرح شروطاً غير مقبولة مسبقاً، ليس فقط كأساس للمفاوضات فحسب، ولكن من الناحية العملية لا يستطيع المرء حتى التفكير فيها، لأن دونباس وشبه جزيرة القرم جزء من روسيا”.
وشدّد دولغوف على أن الولايات المتحدة ليست مستعدّة ولا تريد تسوية سلمية، لذلك تم إعطاء زيلينسكي أمراً بمواصلة التصعيد حتى آخر أوكراني، مشيراً إلى أن هذا التصعيد سيستمر حتى الانتخابات الأمريكية عام 2024.
وفي وقت سابق، أكّد المعارض الأوكراني ورئيس حزب “من أجل الحياة” فيكتور ميدفيدشوك أن الغرب خلق وحشاً في أوكرانيا يلتهم مواطنيها، ممّن تختلف آراؤهم وتصوّراتهم للواقع المحيط عن الآراء الرسمية التي حدّدتها السلطات النازية والكارهة للبشرية.
وفي مقال بعنوان “قسوة وتعذيب واختطاف” وصف ميدفيدشوك النهج الذي تتبعه المنظمات الدولية في تقييم الأحداث في أوكرانيا بالأعمى والمتحيّز وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بممارسات سلطات نظام كييف.
وقال ميدفيدتشوك: “تتبع المنظمات الدولية عادة نهجاً يتسم بالعمى والسذاجة عندما تكون روسيا طرفاً مباشراً في الأحداث، فهذا ما حدث في الحرب الجورجية ضد أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عام 2008، وفي شبه جزيرة القرم عام 2014، حينها أصيب المجتمع الدولي، الذي تمثله المنظمات الدولية ويدور في فلك واشنطن بالعمى ولم يعُد يلحظ مسبّبات الأحداث، مكتفياً بالتركيز على العواقب الناجمة عن ردّة الفعل الروسية، ومعتبراً في كل مرة أنها كانت السبب وراء إشعال فتيل الأزمات”.
وأضاف المعارض الأوكراني: “لهذا السبب لم يعيروا انتباهاً لجورجيا التي كانت البادئة بالعدوان في عام 2008، ولم يلحظوا سوى القوات الروسية التي جاءت لمساعدة قوات حفظ السلام والسكان المحليين، ولم يعتبروا أن الانقلاب العسكري الذي جرى في أوكرانيا عام 2014 كان السبب الرئيس وراء الأزمة الحالية”.
وتابع ميدفيدتشوك: “على الرغم من النهج المتحيّز الذي تتبعه المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، إلا أن تقرير مفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان كان له تأثير القنبلة، حيث اتضح أخيراً أن الحكومة الأوكرانية الحالية ليست شفافة ورقيقة، وليست متوافقة مع المعايير الأوروبية للديمقراطية كما كانوا يزعمون وحاولوا إقناعنا طوال هذه السنوات، لقد كانوا يمارسون الكذب انطلاقاً من المنابر العليا للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وبرلمانات الدول المختلفة”.
وقال ميدفيدتشوك: “بالاستناد إلى المعلومات التي قدّمتها مفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فإن النظام في كييف هو الأكثر قسوة في تجاهل تام لأبسط قواعد حقوق الإنسان، فالقوانين البراقة التي يفترض أن تحمي المواطنين من التعسف لا يؤخذ بها إطلاقاً في سياق الصراع مع روسيا”.
وأشار ميدفيدتشوك إلى أن نظام كييف لفق تهمة “الخيانة العظمى” ضد الآلاف من السياسيين والصحفيين والمدونين والكتاب ورجال الدين والمواطنين العاديين واحتجزهم في ظروف مروّعة وعذبهم بقسوة.