التخبط في المسابقات الكروية يبدأ من روزنامة النشاط الهشة!
ناصر النجار
قرّر اتحاد كرة القدم إقامة مباراتي نصف النهائي من مسابقة كأس الجمهورية يوم الأربعاء القادم، ومن المتوقع الإعلان عن موعد المباراة النهائية في الأسبوع القادم، أي إن نهاية الموسم الكروي ستكون في شهر تموز، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تأخير بدء الموسم الكروي الجديد، لنعيش في الموسم القادم الدوامة نفسها من تأخير وتأجيل وتعديل، ولن نستطيع ضبط برنامج المسابقات أبداً لأننا غير قادرين على ذلك، أو أننا لا نملك الفكر المتقد الذي يعطينا برنامجاً ثابتاً مقدساً.
وكما نلاحظ فإن اتحاد الكرة لينهي الموسم في هذا الزمن المتأخر أجبر الأندية على اللعب بلا لاعبيها الأولمبيين، ولو فعل ذلك من قبل لانتهى الموسم الكروي بوقته بكل أريحية، ولكنه اضطر أخيراً لفعل ذلك على مبدأ “مكره أخاك لا بطل”.
ونحن نعلم أن الدول المتقدمة بكرة القدم أعلنت برنامجها للموسم القادم منذ الآن ووضعت جداول الدوري، ولديها التزامات أكبر من التزاماتنا، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، إضافة لذلك فإن بطولاتها الداخلية كثيرة ومتنوعة وهي قادرة على تنفيذ برامجها بدقة كبيرة وبنسبة مئة بالمئة.
التزامات كرتنا واضحة ولا يوجد شيء غير معروف والعملية بسيطة لا تحتاج إلى ترجمان، ليتمّ وضع برنامج المسابقات الآسيوية والعربية وغرب آسيا، وعلى ضوئها يتمّ إسقاط مباريات الدوري والكأس، والمباريات في دورينا خفيفة ليست بمستوى الدوريات العالمية، فكلّ مبارياتنا تعادل مرحلة الذهاب في الدوري الإنكليزي والإسباني أو أكثر بكم مرحلة، النادي بالدوري الإسباني يلعب على الأقل خمساً وخمسين مباراة في الموسم ولا تتأثر البرامج الوطنية أو برامج المنتخبات.
لكننا ما زلنا معتادين على الكسل، فعلى سبيل المثال: لماذا التأخير بمسابقة الكأس، مع العلم أن أغلب الدول تبدأ بالمسابقة في أدوارها الأولى قبل الدوري أحياناً، فمسابقة الكأس يجب أن تبدأ مع بدء دوري الدرجة الأولى لا مع نهاية مباريات هذه الدرجة، لأن مشاركة هذه الفرق في مسابقة الكأس أثناء الدوري أفضل من مشاركتها بعد نهاية الدوري، وكما نعلم أن أغلب هذه الفرق تنسحب من الكأس لأنها أنهت موسمها وصرفت لاعبيها ومن الصعب أن تجمعهم من أجل مباراة أو مباراتين.
والمشكلة الأخرى أننا نوقف الدوري والكأس إذا لعبنا مباراة ودية على صعيد المنتخب الأولمبي أو على صعيد منتخب الرجال، وقد يكون التوقف طويلاً إذا رافق هذه المباراة معسكر لن ينضم إليه اللاعبون الأساسيون والمحترفون إلا قبل المباراة بيوم أو يومين، وموضوع المنتخبات الوطنية بات موضوعاً ينتابه الشبهات، فالموسم الماضي أقمنا الكثير من المعسكرات والمباريات على حساب المسابقات المحلية ولن تستفيد هذه المنتخبات من كل هذه المباريات بشيء!.
اتحاد كرة القدم يعكفُ الآن على وضع روزنامة النشاط الكروي للموسم القادم، ولن تكون أفضل من روزنامة المواسم السابقة لأنها بأيدٍ ليست خبيرة!!.