مبارزات اللغة العربية.. محبة وانتماء وهوية
حلب – غالية خوجة
ما دور اللغة العربية الفصحى في حياتنا؟ وكيف يستذكر شخصياتها الطلبة؟ وما علاقة المسرح المدرسي بماضيها ومستقبلها؟
لم يتخلّ الطلاب عن العلم رغم القصف الإرهابي الذي استهدف منارات الوعي والعلم من مدارس وجامعات، وأصرّ الطلبة على طريق العلم والنور الذي “يبني بيوتاً لا عماد لها”، وكان منهم من استشهد. ولأن أول خطوة في طريق النور والهوية هي اللغة العربية الفصحى، فقد اهتمّت المدارس بها في كافة المحافظات، وعادت لتفعيل الأنشطة المناسبة الموازية للحصص التعليمية مكتشفة المواهب في مختلف المجالات، بدعم من منظمة الطلائع والشبيبة والكوادر الإدارية والتدريسية، ففي الفنون المختلفة والرياضة والرسم والموسيقا برزت عدة مدارس في المحافظات، ومنها مدرسة عكرمة المخزومي في حمص، ولمعت مواهب عديدة في المسرحين الجامعي والمدرسي، واتسعت هذه الدائرة من الأنشطة مع مبادرة “تحدي القراءة العربي”، وواصلت المدارس في حلب أيضاً تفاعلاتها، ومنها مدرسة الشاعر محمد مهدي الجواهري التي قدّمت عدة أنشطة من أجل “تمكين اللغة العربية”، منها حلقة بحث مسرحية بعنوان “لا تلمني في هواها”، وحضر أبو الأسود الدؤلي كشخصية بطلة في استعراض تمثيلي تعبيري قام به طلاب المدرسة عاكسين رحلة اللغة والشعر عبْر العصور ابتداء من سوق عكاظ عبوراً بالعصر الأموي والعباسي والأندلسي والحديث.
وبمواهبهم التي تحتاج إلى المزيد، أطلّ الطلاب بلوحاتهم وشخصياتهم وملابسها المناسبة، وتبارزوا بقصائد عنترة والخنساء والفرزدق والمتنبي وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي ونزار قباني. كانت لوحات العصور تعبر بفنية استعراضية على الشاشة الإلكترونية، ورقصة السماح تتماوج، واللحظة تسدل ستارتها مع صوت فيروز “سائليني يا شآم”.
لكن، كيف نجعل الطلاب يقدومون الأفضل للغتهم ووطنهم؟..
أجابت المدرّسة سهى حمّال: المهمّ هو محبة اللغة العربية وتعلّمها لأنها سهلة وليست صعبة كما يُشاع، ولها جمالها الخاص.
وبدورها رأت شيماء كردي مديرة المدرسة أن التعريف بلغتنا واجب ومسؤولية، وهذا ما تبرزه العصور المختلفة وخصوصاً الشعر.
وعبّرت الطالبة آيلا الشمالي عن روعة اللغة العربية ولاسيما أن اسم المدرسة هو اسم شاعر عراقي عربي، ويجعل الطلاب يحبون الشعر.
بينما رأت المدرّسة آلاء كردي أن تمكين اللغة العربية ضرورة بين البيت والمدرسة.
وبدوره، أكد ضاهر حسن عضو قيادة منظمة الطلائع فرع حلب أهمية هذه الفعاليات الخاصة باللغة العربية ودورها الأساسي في انتمائنا وهويتنا، خصوصاً، في وطننا سورية.
كما أكدت هدى شيخ القصابين رئيسة لجنة المنطقة أهمية هذه الفعاليات لأنها ضمن أهداف الخطة المتطورة لإحياء وتمكين اللغة العربية التي نفتخر بها، وهي حاضرة كأنشطة في مدارس حلب، كمعارض، ومسرحيات، وحلقات بحث، ومنابر للإبداع، ولقاءات طليعية.
بينما ركز علي حمادة مشرف منطقة عبد الرؤوف السلاح الطليعية على الجهود المبذولة من أجل الاهتمام بالعربية، خصوصاً في الصفوف الأولى، وتأسيس الأطفال بلسان عربي مبين، وذلك ضمن منهجية التمكين الثقافية والفنية.
أمّا عن تحقيق مبدأ التشاركية بينهم وبين الجهات المختصة مثل وزارة الثقافة واتحاد الكتّاب العرب؟ فأجاب: نحن نرحب بالتشاركية مع كافة الجهات الخاصة والعامة التي تصبّ في مصلحة أطفال الوطن لتمكينهم في اللغة ومجالاتها، لأن منظمة طلائع البعث هدفها بناء الطفل بناء يجعله إنساناً قائداً، ولقد رسّخنا شعار ومضمون “أطفالنا قادة”، ومن ضمن هذه المنهجية “البرلمان الطفلي”.