مدفيديف: روسيا مستعدّة لبحث الحلول المعقولة للأزمات الدولية الحالية
موسكو- سانا
أعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن بلاده مستعدة لبحث التسويات المعقولة للخروج من الأزمات الدولية الحالية، بشرط أخذ مصالحها في الاعتبار.
وقال مدفيديف وفقاً لموقع روسيا اليوم: “نحن مستعدون للبحث عن حلول وسط معقولة، ومثلما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً فإنها ممكنة، ولكن يجب أن تؤخذ مصالح روسيا في الاعتبار إلى أقصى حدّ، وإلا فإن كل شيء سينتهي بشكل سيّئ للغاية عاجلاً أم آجلاً”.
ورأى مدفيديف أنه يجب تحديد جميع نتائج المواجهة الشاملة في وثيقة جديدة، مثل وثيقة هلسنكي التي نتجت عن مؤتمر 1975، وأن فنلندا لا يمكنها كدولة من دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” أن تكون مكاناً لمثل هذا الاجتماع.
ولفت مدفيديف إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى إعادة تشكيل دقيقة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى مع الاحترام الكامل لحقوق الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وإلا فإنه سيصبح غير فعّال.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: لا توجد آمال كثيرة في تنفيذ الاتفاقيات الخاصة بصفقة الحبوب قبل نهاية فترة سريان مفعولها.
ونقلت تاس عن بيسكوف قوله، ردّاً على سؤال صحفي حول وجود أمل بربط بنك روسي بنظام “سويفت” للمدفوعات أو اختيار بديل: “هذا الجزء من الاتفاقيات لم يتم تنفيذه حتى الآن.. بقي هناك وقت قبل نهاية سريان المفعول، لكن هذه الآمال ضعيفة”.
ورفض بيسكوف التعليق على معلومات نشرتها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية التي نقلت عن مصادر قولها: إن الاتحاد الأوروبي يبحث احتمال السماح لمصرف “روسيلخوزبانك” الروسي بإنشاء شركة تابعة له يمكن ربطها بنظام “سويفت” الدولي للقيام بالتسويات وفق صفقة الحبوب، وقال: “لا يوجد لدينا شيء ما حتى الآن يمكننا الإبلاغ عنه بشأن تنفيذ ذلك الجزء من الاتفاقيات الذي يهتم به الجانب الروسي”.
وتعدّ مبادرة الحبوب جزءاً لا يتجزأ من مجموعة اتفاقيات، تنص على رفع الحظر عن الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام المصارف “سويفت”، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، وترميم خط أنابيب الأمونيا “تولياتي أوديسا” وعدد من الإجراءات الأخرى، وكذلك السماح لأوكرانيا بتصدير حبوبها وموادها الزراعية عبر البحر الأسود.
ومن الناحية العملية لم يتم رفع القيود عن صادرات الحبوب الروسية، لذلك لا ترى موسكو سبباً لتمديد الصفقة لأن الجزء الخاص بها لا ينفذ.
من جهة ثانية، أكّدت مندوبة روسيا الدائمة لدى الأمانة العامة لمنظمة شنغهاي للتعاون ناتاليا ستبكينا أن تعزيز التعاون في إطار مجموعة بريكس يعدّ إحدى أولويات السياسة الخارجية لروسيا، مشيرة إلى أن الغرب الجماعي بات يفقد دوره المهيمن في العالم، وهناك دافع لبناء نظام عالمي أكثر عدالة.
وقالت ستبكينا اليوم أمام منتدى السلام العالمي الحادي عشر الذي تستضيفه العاصمة الصينية بكين: “سيتم تحديد النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين إلى حد كبير من خلال جودة الشراكات الاستراتيجية، التي وكما هو الحال في بريكس تهيمن عليها روح الانفتاح والتضامن والمساواة والتفاهم المتبادل والشمولية والعدالة”.
ولفتت ستبكينا إلى أن العالم يشهد اليوم تدهوراً في مجالي الأمن والاقتصاد، وكذلك تخريب المنظومة القائمة للإدارة العالمية الشاملة ومؤسساتها.
وأشارت المندوبة الروسية إلى أن بريكس تعمل وفق مبادئ الالتزام بالقانون الدولي، ولا سيما ميثاق الأمم المتحدة والاحترام المتبادل، ومراعاة مصالح جميع المشاركين والمساواة وغياب الأجندة الخفية، وكلها مبادئ عالمية وجذابة لمعظم البلدان.
إلى ذلك، أكّدت الخدمة الصحفية للكرملين اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك في اجتماع مجلس رؤساء منظمة شنغهاي للتعاون الذي يعقد برئاسة الهند.
ونقلت سبوتنيك عن الخدمة الصحفية قولها في بيان اليوم: “في الـ4 من تموز الجاري سيشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون الذي يعقد في الهند، وسيتم خلال الاجتماع تحديد المجالات ذات الأولوية لمواصلة تطوير التعاون المتعدّد الأوجه والمنفعة المتبادلة داخل المنظمة، كما سيتبادل القادة وجهات النظر حول قضايا الساعة الدولية والإقليمية”.
ووفقاً لبيان الكرملين من المقرر التوقيع على إعلان نيودلهي، وعدد من الوثائق الأخرى، في ختام اجتماع مجلس رؤساء منظمة شنغهاي للتعاون.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون ثماني دول، هي الهند وكازاخستان وقرغيزستان والصين وباكستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، بينما تتم إجراءات انضمام إيران وبيلاروس للمنظمة.