تنديد فلسطيني وعربي ودولي واسع بعدوان الاحتلال على جنين ومخيمها
الأرض المحتلة – عواصم – سانا
تنديداً بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وبالمجزرة التي ارتكبها اليوم في مدينة جنين ومخيمها والتي أدّت إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة أكثر من 50 آخرين، عمّت مظاهرات سائر الضفة الغربية وقطاع غزة، أُصيب خلالها عشرات الفلسطينيين إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على تلك المظاهرات.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتدت على مظاهرة في حي البساتين بمدينة جنين خرجت تنديداً بالمجزرة، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة شبان بالرصاص قبل اعتقالهم.
كذلك شارك مئات الفلسطينيين بمظاهرة على المدخل الشمالي لمدينة البيرة حملوا خلالها الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء والجرحى ولافتاتٍ تدعو لإيقاف العدوان الوحشي على مدينة جنين ومخيمها فوراً وإنهاء الاحتلال ووقف مجازره بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته.
واعتدت قوات الاحتلال على المتظاهرين بالرصاص وقنابل الغاز السام ما أدّى إلى إصابة طفلين بالرصاص والعشرات بحالات اختناق.
إلى ذلك، خرج عشرات الفلسطينيين في مظاهرة شمال مدينة بيت لحم تنديداً بعدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها، طالبوا فيها بمحاسبة المجرمين والقتلة على مجازرهم المستمرة وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام على المشاركين في المظاهرة ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق.
وفي بلدة الخضر جنوب بيت لحم أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام على الفلسطينيين المتظاهرين في منطقة أم ركبة جنوب البلدة كما خرّبت ممتلكاتهم ومركباتهم.
وفي مدينة رام الله، اعتدت قوات الاحتلال على عشرات الفلسطينيين خلال مظاهرة خرجت من دوار المنارة وسط المدينة تنديداً بمجزرة جنين، كما أطلقت قنابل الصوت والغاز السام على الفلسطينيين عند مدخل قريتي النبي صالح وعابود شمال غرب رام الله.
أما في نابلس، فقد شارك عشرات الفلسطينيين في مظاهرة وسط المدينة ندّدت بالمجزرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها.
وانطلقت المظاهرة التي نظّمتها القوى الوطنية الفلسطينية ومؤسسات الأسرى من أمام بلدية نابلس وجابت شوارع المدينة وصولاً إلى ميدان الشهداء، وردّد خلالها المتظاهرون شعاراتٍ تطالب المؤسسات الحقوقية الإنسانية الدولية بحماية الشعب الفلسطيني ومساءلة القتلة الإسرائيليين على جرائمهم.
وقال رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي: إن سلطات الاحتلال تستغل ازدواجية المعايير الدولية للتمادي في جرائمها وتنفيذ المزيد من مخططاتها الاستعمارية التوسعية، والمضي قدماً في مجازرها بحق الشعب الفلسطيني.
وشارك مئات الفلسطينيين صباح اليوم في مدينة طولكرم وبلدة عنبتا شرقها وبلدة بيتا جنوب نابلس بمظاهرات نصرة لمدينة جنين ومخيمها، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاههم ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وفي مدينة القدس المحتلة، اعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين المتظاهرين تنديداً بمجزرة جنين قرب حاجز قلنديا العسكري وأطلقت عليهم الرصاص وقنابل الغاز السام.
وفي قطاع غزة المحاصر، شارك عشرات الفلسطينيين في رفح ومناطق متفرقة أخرى بمظاهرات ووقفات تضامنية احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، مؤكدين أن صمت المجتمع الدولي وموقفه السلبي من جرائم الاحتلال دليل على ازدواجية المعايير واستثناء كيان الاحتلال من المساءلة على جرائمه وانتهاكاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
سياسياً، طالبت جميع جهات السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرّك حيال عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنين ومخيمها، والخروج عن صمته الذي يزيد من جرائم هذا العدو الغاشم، حيث جدّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مطالبته المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وإدانة عدوانه الإرهابي على جنين ومخيمها في الضفة الغربية.
وقال عباس خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله: “يواجه أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم ببطولاتهم العدوان اليومي للاحتلال الإسرائيلي وإرهاب قطعان المستوطنين، ويدافعون عن أنفسهم وبيوتهم وممتلكاتهم بصمود وثبات يدعو للفخر، بينما يكتب الشهداء بدمائهم الزكية شهادة الحق الفلسطيني الذي لن يستطيع الاحتلال طمسه رغم كل الإرهاب والعدوان:.
وأضاف عباس: “أمام هذا العدوان الهمجي وبالذات ما يجري في مخيم جنين البطل ومدينة جنين الباسلة فإننا نجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا، وفرض عقوبات على كيان الاحتلال وإدانة هذا العدوان الإرهابي، كما أدعو جميع الفلسطينيين إلى وحدة الصف للدفاع عن الأرض والمقدسات وحقوق شعبنا المشروعة بالحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس”.
وقررت القيادة الفلسطينية التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف جميع الاتصالات واللقاءات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، جراء مواصلتها العدوان على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان في ختام الاجتماع القيادة برئاسة عباس: “في ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها وفي ظل عدم تنفيذ (إسرائيل) قرارات الشرعية الدولية، قررت القيادة أن التفاهمات معها لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة، كما قررت وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني وتقنين العلاقة مع الإدارة الأمريكية، إضافة إلى التوجه الفوري إلى مجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار 2334 وقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف الإجراءات أحادية الجانب وفرض عقوبات على الاحتلال”.
وأوضح أبو ردينة أن القيادة قررت المطالبة بوقف عضوية “إسرائيل” في الأمم المتحدة بسبب عدم التزامها بتنفيذ القرارين 181 و 194 ورفع قضايا على الاحتلال لما ارتكبه من جرائم ومجازر وتدمير للقرى وتهجير للشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 حتى اليوم.
وأكد أبو ردينة مواصلة العمل من أجل نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة وحصولها على مزيد من الاعترافات الدولية بها، داعياً الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ للاتفاق على رؤية وطنية شاملة وتوحيد الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدّي له.
وقال أبو ردينة في وقتٍ سابق: إن ما تقوم به حكومة الاحتلال في جنين ومخيمها يُعدّ جريمة حرب جديدة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لافتاً إلى أن الأمن والاستقرار لن يتحقّقا في المنطقة إذا لم يشعر بهما الشعب الفلسطيني.
وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أشارت إلى أن الاحتلال يواصل ممارساته الاستعمارية العنصرية باستخدام الطائرات الحربية، وأنواع مختلفة من الأسلحة والعتاد في جنين ومخيمها مرتكباً المزيد من جرائم القتل والتخريب والتدمير للبنى التحتية، والتي تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان وفق القانون الدولي، مؤكدة أن كل هذه المجازر والجرائم لن تتمكن من كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني.
وطالبت فلسطين بعقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية لبحث العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك العدوان المستمر منذ فجر اليوم على مدينة جنين ومخيمها.
وقال مندوب السلطة الفلسطينية الدائم لدى الجامعة مهند العكلوك: إن الاجتماع سيعقد على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية يوم غد لبحث سبل التحرك الفعال على المستويين العربي والدولي لوقف هذا العدوان الإسرائيلي، ومساءلة مرتكبيه وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
بدوره، أكّد رئيس وزراء السلطة الفلسطيني محمد أشتية أن الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم، وسيواصل المقاومة إلى أن يزول هذا الاحتلال المجرم، مبيّناً أن ما يحدث هو محاولة لإزالة المخيم عن الوجود وتهجير أهله.
كذلك أوضحت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية أن الاحتلال يستهدف الصحفيين بشكل مباشر في محاولة لإخفاء جريمته، لافتةً إلى أن قوات الاحتلال حاصرت الطواقم الإعلامية لأكثر من ساعتين داخل منزل بمخيم جنين، واستهدفت الصحفيين بالرصاص، واستولت على كاميرا وجهاز بث وفجّرتهما.
عربياً، لاقى العدوان الذي يشنّه الاحتلال على جنين ومخيمها إداناتٍ ودعواتٍ لتحرّك المجتمع الدولي لوقف العدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، حيث أعربت وزارة الخارجية المصرية عن “رفض مصر الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكرّرة للمدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية”.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي في بيان: من الضروري وقف الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية وحمايتها من الاعتداءات المتكررة عليها، ووقف التصعيد الذي يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
وزارة الخارجية اللبنانية أدانت العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، الذي يستهدف الجميع من دون تمييز بمن فيهم الشباب والأطفال والشيوخ.
وحيّت الوزارة في بيان اليوم صمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بالدفاع عن أرضه وحقوقه المشروعة، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته في الضغط على كيان الاحتلال لوقف عدوانه وتهديد السلم والأمن الدوليين والإقليميين.
بدورها، حذّرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من تبعات العدوان البالغة الخطورة على الأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة.
واستنكر البرلمان العربي العدوان، مؤكداً أنه جريمة حرب ترتكب ضدّ شعب أعزل بهدف إسكات صوت الحق، داعياً إلى محاسبة مسؤولي الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، بالوقف الفوري للعدوان الذي ينتهك بصفة فاضحة جميع الأعراف والقوانين الدولية وأبسط القيم الإنسانية، مجدّدة تضامن الجزائر الدائم مع الشعب الفلسطيني الصامد ومناصرة قضيته العادلة في إنهاء احتلال أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعت الخارجية الجزائرية المجتمع الدولي ولا سيّما مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية في ضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عن سلسلة الجرائم التي ما انفك المحتل يرتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون مساءلة أو ردع أو محاسبة.
كذلك أدانت تونس في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة جنين ومخيمها، مؤكدة أنها تمثل خرقا فاضحا لقرارات الشرعية الدولية ولكل الأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
وشدّدت تونس على رفضها القاطع للاعتداءات الوحشية والممارسات الممنهجة لسلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى وضع حد للخطوات التصعيدية الخطيرة لقوات الاحتلال ومنعها من التصرف كقوة فوق المحاسبة وفوق المواثيق الأممية.
وجدّدت تونس وقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة التي لن تسقط بالتقادم وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.
بدورها أعربت سلطنة عمان في بيان، لخارجيتها عن استنكارها وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدينة جنين ومخيمها، مجددة موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إن الحادث المأسوي الذي نشهده منذ الليلة الماضية ضدّ جنين، هو عمل إجرامي ومثال واضح على إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيلحق الهزيمة بالصهاينة بالتأكيد مرة أخرى.