الرئيس الصيني يدعو لمواجهة محاولات إشعال حرب باردة والثورات الملوّنة
بكين – وكالات
دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، إلى “مواجهة محاولات إثارة حرب باردة جديدة في المنطقة”، مشدّداً على “معارضة بلاده لسياسة الثورات الملوّنة، والتدخّل الخارجي في شؤون الدول الأخرى”.
وحثّ شي، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الافتراضي لمجلس رؤساء منظمة شنغهاي للتعاون، على “بذل جهود لحفظ السلام الإقليمي، وضمان الأمن المشترك”.
وأضاف: علينا أن نظل يقظين أمام المحاولات الخارجية لإثارة حرب باردة جديدة، وخلق مواجهات تكتلية في المنطقة، وطلب من الدول الأعضاء في المنظمة اتباع الطريق الصحيح، وتعزيز تضامنهم وثقتهم المشتركة.
كذلك، دعا الرئيس الصيني إلى “مواجهة الهيمنة وسياسة القوة”، مشدّداً على “ضرورة التعاون بدلاً من المنافسة، واحترام مصالح جميع الأطراف”.
واقترح شي خلال كلمته “زيادة تسوية المعاملات بالعملات الوطنية بين دول المنظمة”، مشيراً إلى أنّ بلاده مستعدّة لمنح فرص جديدة للعالم.
وصرّح الرئيس شي بأن منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تواجه العقوبات الأحادية الجانب وتعزّز المساواة في الوصول إلى التنمية لجميع شعوب العالم.
وأشار إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون يجب أن تقاوم الثورات الملوّنة وتدخّل القوى الخارجية في شؤون دول المنطقة. ويجب على دول المنظمة مقاومة العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب، داعياً إلى مقاومة الهيمنة وسياسة القوة.
وتجري قمّة المنظمة الحالية على شكل مؤتمر عبر الفيديو، يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس الصين، ورئيس قرغيزستان صادر جاباروف، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمون، ورئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف.
من جهةٍ أخرى، دعت وزارة الخارجية الصينية إلى الاحترام المتبادل والتسامح والتعلّم بين مختلف الحضارات، مشيرةً إلى أنها تعارض بشدّة الأعمال المتطرّفة التي تهاجم المعتقدات الدينية المختلفة.
وقالت المتحدّثة باسم الوزارة، ماو نينغ، في تعليقها على حادثة حرق القرآن الكريم في السويد خلال مؤتمر صحفي: “لقد قدّمت الحضارة الإسلامية إسهاماتٍ مهمّةً في الحضارة العالمية، ولا ينبغي استخدام ما تسمّى (حرية التعبير) كسبب لإثارة الصدام بين الحضارات، وخلق المواجهة بينها”.
وأشارت ماو إلى أن الصين مستعدّة للعمل مع المجتمع الدولي للمضي قدماً بروح مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز التبادلات والحوار بينها من خلال إجراءات عملية وحماية تنوّع حضارات العالم بشكل مشترك.
إلى ذلك، أكدت الصين أن التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا ينبغي أن يكون تصريحاً وضوءاً أخضر لقيام اليابان بتصريف المياه الملوثة نووياً في المحيط الهادئ.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية رداً على تقرير الوكالة، والذي يعتبر أن خطة اليابان لتصريف المياه الملوثة نووياً في المحيط تتوافق مع معايير السلامة الدولية: إن التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية لا ينبغي أن يكون تصريحاً بتصريف اليابان للمياه الملوثة نووياً في المحيط.
وأضاف المتحدث: “فشلت الوكالة في مراجعة تبرير وشرعية خطة اليابان لتصريف مياه المحيطات، وتقييم الفعالية طويلة المدى لمنشأة تنقية المياه اليابانية، وبالتأكّد من صحة ودقّة بيانات المياه الملوثة، وبناءً عليه فإنها توصّلت إلى استنتاج محدود وغير مكتمل”، معرباً عن أسف الصين الشديد لإصدار التقرير بهذه السرعة.
وتابع المتحدث: إنه لمجرد توفير التكلفة أصرّت اليابان على تصريف المياه الملوثة في المحيط، متجاهلةً مخاوف ومعارضة المجتمع الدولي، واعتبرت المحيط الهادئ شبكةً للصرف الصحي، مشدداً على أنه”بغض النظر عمّا يقوله التقرير فإنه لن يغير حقيقة أن اليابان ستطلق ملايين الأطنان من المياه الملوثة بفوكوشيما في المحيط الهادئ خلال العقود الثلاثة المقبلة”.
وشدّد المتحدث على أن ما تفعله اليابان يتعارض مع مسؤوليتها الأخلاقية الدولية والتزاماتها بموجب القانون الدولي، داعياً الجانب الياباني إلى وقف خطته لتصريف المياه في المحيط، والتخلّص بجدية من المياه الملوثة نووياً بطريقة علمية وآمنة وشفافة، والعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوضع آلية مراقبة دولية طويلة الأجل في أقرب وقت ممكن.
وفي شأنٍ آخر، علقت الصين على الزيارة التي ستجريها وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، إلى بكين.
وقال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، شيه فينغ: إن الصين تأمل أن تجتمع مع واشنطن في منتصف الطريق، وأن ينفّذا بشكل كامل التوافق المهم بين الرئيسين الصيني والأميركي، وأن يزيلا التدخلات في الإجراءات، ويديرا خلافاتهما، وأن يعزّزا الحوار بينهما بإخلاص، وأن ينفّذا التعاون لوقف التدهور وإعادة العلاقات الصينية الأميركية إلى المسار الصحيح، وفقاً لصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية.
ويتوقّع خبراء صينيون، أن زيارة يلين إلى بكين ستتناول القضايا المالية بين البلدين، على خلفية تخفيف التوترات بين أميركا والصين، كما يرجّحون أن أزمة الديون الأميركية ستكون من أبرز الملفات المطروحة في الزيارة.