“جنين” تحت العدوان الغاشم
تقرير إخباري
في عودة للتصعيد الإسرائيلي، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي عدوانها الوحشي على مدينة جنين ومخيّمها عن سابق إصرار وترصّد، حيث اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قرار شنّ العدوان متخذ منذ عام. وقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 10، بينما أصيب 100 آخرون بجروح بينهم 7 مصابين بحالة خطرة، وتوعّدت فصائل المقاومة بمواجهة الاحتلال والردّ على تصعيده الكبير في جنين.
وتواصل قوات الاحتلال شنّ حملة مداهمات واسعة للمنازل الواقعة على أطراف المخيم، وتقوم بالانتقال من منزل إلى منزل عبر إحداث ثقوب في جدرانها، بينما تشهد سماء مدينة جنين ومخيّمها تحليقاً مكثفاً لطائرات الاحتلال، وخاصة الطائرات المسيرة. وأفاد الدفاع المدني في جنين بأن طواقمه تمكّنت من إخماد النيران التي اندلعت في ثلاثة منازل ومطعم في المخيم بعد تعرّضها للقصف من طائرات مسيّرة.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مخيم جنين للاجئين بأكثر من 1000 جندي إسرائيلي، مدعومين بالطائرات الحربية في الساعة 1 فجراً من يوم الإثنين، حيث طوّقت قوات الاحتلال كل الشوارع المحيطة بمخيم جنين، في حين اعتلى القناصة أسطح الأبنية العالية المطلة على المخيم.
عقب اقتحام المدينة بدأت اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومين الفلسطينيين، بينما أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة في بيان لها، أن الغرفة في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، وإن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغوّل على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم. كذلك دعت الغرفة المشتركة كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها إلى التكاتف وخوض المواجهة بشكل موحّد، وقالت: إن استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدّد طبيعة ردّ المقاومة. وكما جرت العادة، أعلنت واشنطن عن دعمها لهذا العدوان، وما يدعو للسخرية أنها في الوقت نفسه أعربت عن خشيتها من سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين.
يقع مخيم جنين الذي أقيم عام 1953، إلى الغرب من مدينة جنين، ويطل على سهل مرج بن عامر من جهة الشمال، وتحدّه من الجنوب قرية برقين، وتحيط به عدة مرتفعات. وبلغت مساحة المخيم عند الإنشاء 372 دونماً، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وبلغ عدد سكانه عام 1967م حوالي 5019 نسمة، وفي عام 2007 وصل إلى 10,371 نسمة. وحسب تقديرات “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني”، بلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023 نحو 11674 لاجئاً.
هيفاء علي