بيان “شنغهاي”: تعزيز نظام تجاري عادل وشفّاف يعتمد مبادئ منظمة التجارة العالمية
نيودلهي – سانا
أكّدت قمّة بلدان منظمة شنغهاي للتعاون في بيان مشترك لها اليوم أن المنظمة تحترم حقوق الدول وسيادتها واستقلالها، كما أنها ليست موجّهة ضد أي دولة أخرى أو منظمة دولية.
وجاء في البيان وفق ما نقلت وكالة “تاس”: تؤكّد الدول الأعضاء أن منظمة شنغهاي للتعاون ليست موجّهة ضدّ الدول الأخرى والمنظمات الدولية، وهي منفتحة على التعاون الواسع معها وفقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، والقانون الدولي وعلى أساس مراعاة المصالح المشتركة والمواقف المشتركة من حل المشكلات الإقليمية والعالمية.
وأضاف البيان: “تؤيّد الدول الأعضاء احترام حقوق الشعوب في الاختيار المستقل والديمقراطي لطرق تنميتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتشير إلى أن مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال ووحدة أراضي الدول ومساواة الحقوق والفائدة المتبادلة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة تعدّ أساساً للتطوّر الثابت للعلاقات الدولية”.
وشدّد البيان على أهمية زيادة تحسين وإصلاح هيكل الحوكمة الاقتصادية العالمية، كما تدعم الدول الأعضاء استمرار تعزيز نظام تجاري مفتوح وشفاف وعادل وشامل ومتعدّد الأطراف قائم على مبادئ وقواعد منظمة التجارة العالمية بما يضمن تطوير اقتصاد عالمي مفتوح، وضمان الوصول العادل إلى الأسواق.
وفي وقتٍ سابق انطلقت في العاصمة الهندية نيودلهي أعمال الاجتماع الثالث والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي كلمة خلال افتتاح القمّة التي تتم عبر الفيديو أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المنظمة ملتزمة بإقامة نظام عالمي عادل ومنصف مع دور مركزي للأمم المتحدة، داعياً إلى العمل على تشكيل منظومة عالمية متعدّدة الأقطاب قائمة على التعاون في ظلّ التناقضات الجيوسياسية التي أصبحت أكثر حدة في العالم.
ونوّه بوتين بالبدء بالتحوّل إلى العملات الوطنية في التبادلات التجارية والاستغناء عن هيمنة الدولار، وقال: إن تعاملات روسيا بالروبل مع دول منظمة شنغهاي للتعاون تجاوزت الـ40 بالمئة من حجم المبادلات، بينما يتم أكثر من 80 بالمئة من التجارة بين روسيا والصين بالروبل واليوان، معرباً عن دعم روسيا لتوسيع التعاون في منظمة شنغهاي في مجالات الاقتصاد والأمن وغيرها.
ولفت بوتين إلى أن روسيا تواجه حرباً هجينة الآن، مبيّناً أنه تم تحويل أوكرانيا إلى منصّة مناهضة لروسيا بالقرب من حدودها، وتم دعم أيديولوجية النازيين الجدد في كييف في محاولة لكبح تطور روسيا الاتحادية.
وشدّد على أن روسيا تواجه العقوبات والقيود بثقة، والشعب الروسي الآن موحّد أكثر من أي وقت مضى، معبراً عن الشكر لدول المنظمة على دعمها لحماية النظام الدستوري في روسيا، خلال محاولة التمرّد المسلح الذي شهدته الأسبوع الماضي.
بدوره، شدّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على الدور المهم للمنظمة، وقال: إن المنظمة يمكن أن تصبح عاملاً مهمّاً في إصلاح المؤسسات العالمية ومنها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه يتعيّن على دول المنظمة اتخاذ تدابير حاسمة لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في مكافحة تمويل الأنشطة الإرهابية.
وأضاف مودي: إن الإرهاب يمكن أن يكون بأي شكل ويجب أن نحاربه معاً، وهناك حاجة إلى إجراءات صارمة وحاسمة لمواجهة هذا التحدّي، ويتعيّن علينا تعزيز التعاون من أجل وقف تمويل الإرهاب.
إلى ذلك، دعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى إنشاء شراكة أوروبية آسيوية كبيرة مع البلدان التي توجد معها علاقات وثيقة وإلى الترابط المتبادل بين منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وأوضح لوكاشينكو أن الغرب يحاول كبح جماح التنمية في البلدان المناوئة له، ولمواجهة ذلك تعمل بيلاروس بنشاط على الترويج لفكرة التنمية العالمية الشاملة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن بيلاروس ستنضمّ إلى المنظمة كعضو كامل العضوية في قمّة المنظمة عام 2024.
وقال النائب الأول لوزير الخارجية الهندي فيناي كواترا: يرحّب زعماء المنظمة بقرار التوقيع على مذكرة بشأن التزامات بيلاروس للانضمام إلى “شنغهاي” كدولة عضو، وستنتهي عملية انضمام بيلاروس بحلول قمّة المنظمة العام المقبل.
ويعدّ اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء في المنظمة منصّة لعرض التطلّعات المشتركة للدول الأعضاء وطرح المبادرات.