“سعادة المواطن.. المقال الأخير”.. حين ينتصر الحب في النهاية
طرطوس – محمد محمود
مجتمع تغيرت نظرته للآخرين وبات النجاح عنده مرتبطاً بالمال والمظاهر، لكن ربما ينجح الحب أخيراً في تصويب البوصلة وإعادة الأمور لنصابها الصحيح، تلك الرسائل المختلفة حاولت فرقة العراب للفنون المسرحية إيصالها عبر عمل مسرحي جديد حمل عنوان “سعادة المواطن المقال الأخير” وشهد عرضه الأول في ثقافي طرطوس مساء أمس الثلاثاء.
مخرج ومعد العمل عصام علام أوضح لـ “البعث” أن فكرة المسرحية تدور حول شخصية كاتب صحفي اسمه ناجي يكتب ما يراه صحيحاً وفقاً لمبادئه، ويتحدث عن معاناة المواطن لكن لا أحد يهتم به ويعيش عيشة فقيرة كونه لا يحقق ما يريده منه الآخرون.. تدريجياً، يجد ناجي نفسه وحيداً ومهملاً مع كتاباته المبعثرة، لكن وفي لحظات اليأس الأخيرة يتراءى له طيف محبوبته القديمة ليلى التي آمنت به فعاد ليجمع شتات أفكاره ويلملم أوراقه المبعثرة، لينجح مجدداً ويصبح مسؤولاً عن أكبر صحيفة في بلده، وفي تلك اللحظة يعود كل من انفض عنه إليه مجدداً في رسالة واضحة عن حالة المظاهر التي يعيشها مجتمعنا. وأضاف علام أن علينا اليوم كشبان مسرحيين دعوة الناس للتواصل البصري مع المسرح والعمل على عودة جمهوره عبر تقديم الجديد والمميز من الأفكار دائماً.
المسرحي حسن نصر الذي يلعب دور صديق الكاتب الذي يتخلى عنه في وقت صعب، وفي لحظة عودة العز والمال يعود إليه مجدداً، تحدث عن الواقع الصعب الذي يعيشه المسرحيون لقلة أماكن التدريب ونقص للمعدات وغياب للكهرباء، لكن التحدي مستمر من قبلنا ونعمل على تحقيق النجاح دائماً.
الممثل محمود جمعة يؤدي شخصية السيد فاطر مدير المجلة التي يعمل فيها ناجي، وهو شخصية كلاسيكية وتقليدية فاسدة نوعاً ما يقمع كتابات بطل العمل مقابل نشر كتابات سخيفة لحسابات أخرى.
وبينت رغد حسن، أم زوجة الكاتب التي تقف ضده مع ابنتها في كل الجوانب وتتركانه عند فشله في حين تعودان إليه مجدداً عند نجاحه، بينت أن الفكرة تتلخص في كون معظم الناس في أيامنا هذه سطحيين ويرون الإنسان من الخارج ونحكم عليه بمظهره وما يمتلكه من مال دون النظر لطريقة سيره وما يحققه من قيم سامية ونبيلة للمجتمع.