شو القصة ؟!
تصر العديد من الوزارات على استفزاز الناس عبر تصريحات المتكررة وغير قابلة للتنفيذ حيث تمارس العديد من المديريات تقمص دور الرواة لقصص غير واقعية من خلال مواصلة التأكيد على قيامها بالمهام الموكلة لها على أكمل وجه، وتطلق التصريحات المتتالية، مثلاً، حول أن استخدام المبيدات غير المرخصة “المهربة” يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر على الصحة، فضلاً عن تسببها بالمكافحة غير الفعالة للآفات، ما يزيد تكلفة الوقاية وينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني، وتعيد الشرح بأنها مبيدات مجهولة المصدر قد تكون محظورة عالمياً، وتحتوي على مركبات وشوائب سامة تؤدي لانتشار السرطان والعقم والتشوهات الخلقية والأمراض العصبية، مع لفت الانتباه إلى المساعي المبذولة لنشر الوعي بين الفلاحين من خلال حملات التوعية الإرشادية ونشر الملصقات الجدارية لتبيان كيفية تمييزها عن النظامية المعتمدة. وطبعا لايفوت هذه المديريات التأكيد على أن مكافحة ظاهرة المبيدات المهربة مسؤولية وطنية وضرورة إنسانية تتطلب تظافر الجهود بين الجهات المعنية في إدارة الجمارك العامة ووزارتي الداخلية والزراعة.
وفي المقابل نجد أن القناعة الثابتة لدى الفلاحين أن أغلب المبيدات الحشرية والفطرية ذات نسب ضعيفة من المادة الفعالة، وهذه شكوى عامة، لهذا السبب يلجأ الفلاح للمواد المهربة التي تكافح من وراء المكاتب وبإطلاق التصريحات دون المكافحة الفعلية لهذه الظاهرة.
لذلك نطالب وزارة الزراعة عدم الاكتفاء بالنصائح فقد شبع الفلاح من الكلام وملّ من “هيك” تصريحات وبيانات لا تحمي تعبه وجهده ولاتقي المحاصيل من الأمراض أو جيوبه من الإفلاس ففي كل موسم يتعرض لخسائر كبيرة نتيجة الإهمال والانغماس في بحر الإنجازات بما يؤدي في النهاية إلى بيادر خالية من الغلال.. فهل هناك من يسمع أم يستمر الدوران في الحلقات المفرغة فتعاد القصص ذاتها على ألسن الرواة؟!