هل تستطيع واشنطن الاستمرار في استفزاز موسكو؟
تقرير إخباري:
يبدو أن واشنطن مصرّة على تحقيق نصر عسكري على روسيا عبر أوكرانيا بأيّ ثمن، وحتى لو كان ذلك شرارة لحرب عالمية نووية لن يسلم أحد في هذا العالم من مخاطرها، لأن استمرار الولايات المتحدة في استفزاز موسكو عبر إرسال المزيد من الأسلحة القاتلة إلى النظام في كييف لاستخدامها ضدّ المدنيين في الأقاليم المحرّرة وفي الداخل الروسي، لا بدّ أن يترتّب عليه ردّ فعل روسي يتناسب مع حجم المخاطر التي تشكّلها هذه الاستفزازات، وبالتالي لن يستطيع الروس التعامل إلى ما لا نهاية مع الوكيل على الجبهة، وإنما لا بدّ من الانتقال إلى مواجهة الطرف الأصيل في هذه الحرب وهو الغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن هنا، حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا من مخططات الولايات المتحدة إرسال قنابل عنقودية إلى القوات الأوكرانية، مبيّناً أنها ستكون بمنزلة خطوة أخرى نحو التصعيد.
ونقلت وكالة نوفوستي عن نيبينزيا قوله اليوم: إن نيّات واشنطن حول إرسال قنابل عنقودية إلى قوات كييف “بمنزلة خطوة أخرى باتجاه تصعيد النزاع”.
وقد حذّرت رابطة الحدّ من التسلح التي يقع مقرها في الولايات المتحدة من مخاطر نقل القنابل العنقودية من واشنطن إلى كييف، لأن ذلك يهدّد بتصعيد النزاع كما يُمكن أن يؤدّي إلى زيادة أعداد الضحايا.
وكما درجت العادة يتم في الجانب الأمريكي التسويق إعلامياً لأيّ إجراء قد تتخذه واشنطن قبل الشروع به، في محاولة ربّما لاستمزاج رأي الطرف الآخر المستهدف من هذا الإجراء، حيث كشفت شبكة (سي بي إس) الإخبارية الأمريكية نقلاً عن مصادر حكومية لم تسمّها أن الولايات المتحدة قد تقرّر خلال الأسبوع الجاري ما إذا كانت ستوافق على توريد القنابل العنقودية إلى أوكرانيا.
ويبدو أن مثل هذا الأمر يدور بالفعل الحديث عنه في الأروقة السياسية الأمريكية الرسمية، حيث دعا السناتور الجمهوري الأمريكي، ليندسي غراهام، بلاده إلى إرسال ذخائر عنقودية وصواريخ ATACMS التكتيكية وطائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى أوكرانيا، والغاية طبعاً الانتصار على روسيا بأيّ ثمن، لأن الهاجس الوحيد الذي بات يؤرّق السياسيين الأمريكيين هو كيفية التعامل مع روسيا بعد إعلانها النصر النهائي على الغرب الجماعي في أوكرانيا.
وعموماً هذا الإجراء، لو تمّ فعلاً، سيجبر الجانب الروسي على اتخاذ إجراءات مضادة تتناسب مع حجم التهديد الذي يمثّله الإجراء الأمريكي، وخاصة أن استخدام هذا النوع من السلاح محرّم دولياً، وقد يقود تلقائياً إلى التساهل في استخدامه في أماكن أخرى من العالم، بل قد يؤدّي إلى التنازل عن جميع المحظورات فيما يخص تصدير هذا النوع من الأسلحة، ومنها أسلحة الدمار الشامل، ويجعل العالم كلّه تحت خطر استخدام هذا السلاح الذي تفلّت فعلياً من جميع القيود، فهل تستمرّ واشنطن في استفزاز موسكو حتى النهاية؟.
طلال ياسر الزعبي