الرئيس الصيني يؤكّد ضرورة تعزيز التعاون بين موسكو وبكين
بكين – موسكو – وكالات
أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي فالنتينا ماتفيينكو، ضرورة تعزيز التعاون في إطار الآليات المتعدّدة الأطراف وحماية مصالح الدول النامية بين البلدين.
ونقلت وكالة شينخوا عن جين بينغ قوله: “يتعيّن على الأطراف تعزيز العلاقات والتعاون في إطار الآليات المتعدّدة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون وبريكس، وتحديد الاتجاه الصحيح لإصلاح الحوكمة العالمية وحماية المصالح المشتركة للأسواق الناشئة والدول النامية”.
من جهتها، أعلنت ماتفيينكو أنها نقلت للرئيس جين بينغ رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول العلاقات المتطوّرة بين الجانبين.
ويشارك الوفد البرلماني الروسي برئاسة ماتفيينكو في الاجتماع الثامن للجنة التعاون البرلماني الروسية الصينية، ويضمّ عدداً من نواب رئيسي غرفتي الجمعية الفيدرالية الروسية (مجلسي الفيدرالية والدوما) ورؤساء اللجان في الغرفتين.
من جهةٍ أخرى، أكّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ أن تزويد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لأوكرانيا بالذخائر العنقودية قد يتسبّب بحدوث أزمات إنسانية، وسيزيد من تفاقم الصراع القائم.
وقالت ماو: “العديد من البلدان رفضت إمداد أوكرانيا بالذخائر العنقودية.. ويمكن أن تؤدّي عمليات التزويد غير المسؤولة إلى أزمات إنسانية”، موضحةً أنه يجب معالجة القضايا الإنسانية وقضايا الأمن بطريقة متوازنة، والتعامل مع موضوع نقل الذخائر العنقودية بضبط النفس والحذر.
وأشارت المتحدثة الصينية إلى أنه يتعيّن على الأطراف المعنية عدم إشعال فتيل الأزمة وتأجيج التناقضات التي تؤدّي بدورها إلى احتدام الأزمة الأوكرانية.
من جانب آخر، طالبت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بالكفّ عن الملاحقة القضائية غير القانونية للشركات والمواطنين الصينيين، مشدّدةً على ضرورة حماية الحقوق والمصالح المشروعة لهم.
وتعليقاً على إصدار وزارة الخارجية الأمريكية تنبيه سفر إلى الصين، قالت ماو نينغ: إن الصين دولة يحكمها القانون، وإن بلادها ترحّب بالمواطنين والشركات من جميع أنحاء العالم للسفر وممارسة الأعمال التجارية فيها، وتحمي سلامتهم وحقوقهم ومصالحهم المشروعة في الصين وفقاً للقانون، بما في ذلك حرية الدخول والخروج، مؤكدةً أن الولايات المتحدة استخدمت في السنوات الأخيرة ذرائع مختلفة لوضع عقبات ومضايقة واستجواب للشركات والمواطنين الصينيين الذين يدخلون الولايات المتحدة، مذكرة بأنه غالباً ما يحدث رفض دخول وترحيل الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة.
وفي شأنٍ آخر، شدّد رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وانغ يي، على ضرورة قيام نظام دولي أكثر عدلاً وعقلانية لإدارة التنمية العالمية.
وقال وانغ يي، في مؤتمر لمنتدى العمل العالمي من أجل التنمية المشتركة، الاثنين: إن الصين دائماً ما تربط مصيرها بشكل وثيق بمصير الدول الأخرى، وتسعى لخلق فرص جديدة للتنمية المشتركة لجميع الدول من خلال التنمية الجديدة للصين، مؤكداً استعداد الصين لمواصلة العمل مع الدول الأخرى لمناقشة قضايا التنمية العالمية، وتسريع مسار التنمية المشتركة، وتوحيد القوى لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
وأضاف: “يجب أن نسعى جاهدين من أجل إدارة التنمية المشتركة ودعم التعدّدية الحقيقية، ومقاومة محاولات قطع العلاقات والتخويف من جانب واحد، ودعم الدور التنسيقي الشامل للأمم المتحدة، وتعزيز إصلاح مؤسسات التنمية المتعدّدة الأطراف، وزيادة تمثيل الأسواق الناشئة والبلدان النامية وصوتها، وخلق نظام أكثر عدلاً وعقلانية لإدارة التنمية العالمية”.
من جهةٍ أخرى، أكّدت وزارة الخزانة الصينية إبان زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية إلى الصين، أن العلاقات الصينية الأمريكية السليمة والمستقرة لا تفيد البلدين فحسب، بل تعود بالنفع على العالم بأسره.
وأكّد الجانب الصيني في بيان، أن “العلاقات الطبيعية والمستقرة بين الصين والولايات المتحدة ليست مفيدة فقط للبلدين، ولكن أيضاً للسلام والتنمية في العالم. يجب أن يكون الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المتبادل المنفعة المسار الرئيسي والحقيقي للعلاقات بين الدول”.
وأعرب الجانب الصيني عن أمله في أن تتمسّك الولايات المتحدة بموقف عقلاني وعملي، وتبذل جهوداً مشتركة حتى يتسنى للاتفاقيات التي توصّل إليها البلدان ترجمتها إلى أفعال حقيقية، وتسهم في عودة العلاقات الصينية الأمريكية إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.