أنشيلوتي يكسر قواعد الكرة البرازيلية ويخرق فكرة المدرب المحلي
ضجّت الأوساط الرياضية بخبر إعلان تعاقد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم رسمياً مع المدرّب الإيطالي المحنك كارلو أنشيلوتي والذي يتولى حالياً مهمة تدريب فريق ريال مدريد الإسباني، وبذلك يكون أنشيلوتي أول مدرّب أجنبي يقود البرازيل منذ أكثر من 50 عاماً، وسيخلف المدرّب البرازيلي تيتي الذي ترك منصبه بعد إقصاء “راقصي السامبا” من ربع نهائي مونديال قطر.
وأعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في بيان رسمي أن فرناندو دينيز مدرّب نادي فلومينينسي سيقود المنتخب البرازيلي حتى تولي كارلو أنشيلوتي مدرّب ريال مدريد المسؤولية، وأكد إدنالدو رودريغيز رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، أن كارلو أنشيلوتي سيكون مدرباً للبرازيل في كوبا أمريكا 2024 التي ستقام في 20 حزيران القادم، وصرّح بذلك خلال مؤتمر تعيين فرناندو دينيز كمدرّب مؤقت حتى يتولى الإيطالي مسؤولية الفريق.
المدرّب الإيطالي البالغ من العمر 64 عاماً، لديه عقد مع ريال مدريد حتى حزيران 2024 وأعلن علناً أنه يرغب في استكمال عقده حتى ذلك التاريخ، وهو الذي أعلن عدة مرات سابقاً أنه سيتقاعد بعد هذه الفترة الأخيرة مع ريال مدريد أي بعد حوالي ثلاثين عاماً من العطاء في عالم التدريب، ولكنه أخيراً تراجع وقبل التحدي المقدم من البرازيل، حيث يعتبر كرة القدم مقدسةً في هذا البلد.
وجاء هذا القرار بعد غياب كأس العالم عن الخزائن البرازيلية لأكثر من عقدين أيام الثلاثي الناري رونالدو وريفالدو ورونالدينيو، ما دفع الاتحاد البرازيلي للعبة إلى التفكير في كسر القاعدة التاريخية بالبلاد والتعاقد مع مدرّب أجنبي، وبصرف النظر عن إنكلترا التي تعاقدت مع السويدي سفن غوران إريكسن والإيطالي فابيو كابيلو في العقد الأول من الألفية الثالثة، لم يتعاقد أيّ من المنتخبات الكبرى مع مدرب أجنبي منذ عقود.
واقترحت وسائل الإعلام البرازيلية عدداً من المرشحين المحتملين، كالإسبانيين بيب غوارديولا ولويس إنريكي، والإيطالي كارلو أنشيلوتي، والفرنسي زين الدين زيدان، والبرتغالي جوزيه مورينيو، أو حتى الأرجنتينيين مارسيلو غاياردو وماوريسيو بوكيتينو.
وكان للبرازيل مدرّبون أجانب في السابق، لكن فتراتهم كانت عابرة، حيث تولى الأوروغواياني رامون بلاتيرو المنصب في 1925، وتسلم البرتغالي جورج غوميز دي ليما المنصب بمشاركة البرازيلي فلافيو كوستا في 1944، ثم الأرجنتيني فيلبو نونييز لفترة وجيزة في 1965، لكن تمّ استبعاد فكرة المدرّبين الأجانب مع إثبات البرازيل نفسها كواحدة من أبرز القوى العالمية في كرة القدم. في المقابل، اجتاح المدرّبون البرازيليون مختلف زوايا العالم، على غرار سكولاري، وفاندرلي لوكسمبورغو، وكارلوس ألبرتو باريرا، وريكاردو غوميز، وزيكو وغيرهم.
وأبدى عدد من النجوم البرازيليين معارضتهم لقرار تعيين أنشيلوتي، في حين عبّر روماريو ودينلسون عن تخوفهم من عدم وجود مدرّب لمنتخبهم الوطني منذ استقالة تيتي في كانون الأول 2022.