إصابة عدد من الفلسطينيين واعتقال 3 آخرين باقتحام مخيم الدهيشة
إلى ذلك، وصفت المسنّة نورا صبّ لبن معاناتها بعد استيلاء الاحتلال يوم الثلاثاء على منزلها القريب من المسجد الأقصى والكائن في حي عقبة الخالدية في البلدة القديمة بالقدس، بأن ذلك يشكّل “نكبة جديدة نعيشها في القدس، عمليات استيلاء على المنازل وتهجير للعائلات الفلسطينية منها، بيتي وقع أسيراً في يد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، ما حدث قهر وظلم لكن القدس ستبقى عربية، أرضنا وبيوتنا وترابنا ستبقى فلسطينية والاستعمار إلى زوال، ولن يضيع حقنا ما دام هناك فلسطيني واحد يدافع عن أرضه”، مردفةً بالقول في تصريح لمراسل سانا: “في هذا المنزل لي ذكريات تمتدّ لأكثر من نصف قرن، وُلدت فيه قبل 68 عاماً، شرفته تطل على المسجد الأقصى، والاحتلال يريد أن يستولي على المنازل والعقارات المحيطة بالمسجد لتطويقه بالبؤر الاستيطانية والمستوطنين، ويريد أن يستولي على التاريخ والحضارة والماضي والحاضر، ولكنه سيفشل أمام صمود القدس وأهلها”.
بدوره، رأفت نجل عائلة صبّ لبن أوضح أن الاحتلال اقتحم المنزل الذي تخوض العائلة فيه منذ 47 عاماً معركة صمود بمواجهة الاحتلال وحطّم أبوابه، واعتدى على والديه والمتضامنين الذين كانوا بداخله وأخرجت قواته الجميع بالقوة ولم تسمح للعائلة بأخذ أي من مقتنياتها، وقال: “الاحتلال يريد اقتلاع كل ما هو فلسطيني من القدس، ولكننا نقول ونؤكد له هنا فلسطين، هنا القدس ولن نرحل وسنعود لمنزلنا طال الزمن أم قصر”.
وبالتزامن مع الاستيلاء على المنازل والعقارات الفلسطينية في القدس يواصل الاحتلال مخططاته الاستيطانية في المدينة، حيث أعلن مخططاً لإقامة مستوطنة جديدة تضم 450 وحدة استيطانية في جنوبها الشرقي وسط غياب أي تحرّك جدي للمجتمع الدولي لوقف ممارسات الاحتلال التي تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جهتها، الخارجية الفلسطينية أعربت عن استيائها الشديد من ردود الفعل الدولية والأممية الباهتة تجاه جريمة التهجير القسري بحق عائلة (صب لبن) وتجاه استمرار جرائم الاستيطان والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بهدف تفريغ القدس ومحيطها من الوجود الفلسطيني ومحاصرته مقابل إغراق المدينة بالمستوطنين المستعمرين وإحلالهم مكان أصحاب الأرض، مشدّدة على أن تلك الردود تعكس ازدواجية معايير مقيتة في التعامل مع القانون الدولي وحقوق الإنسان والشرعية الدولية وقراراتها عندما يتعلق الأمر بـ(إسرائيل) وانتهاكاتها كقوة احتلال.
وأدانت الخارجية مخطط الاحتلال إقامة مستوطنة جديدة في القدس، مشيرةً إلى أن هذا المخطط جزء من مخطط استيطاني أوسع يهدف إلى فصل الأحياء والبلدات الفلسطينية في المدينة عن بعضها من خلال سلسلة واسعة من البؤر الاستيطانية والمستعمرات لتنفيذ مخططات الاحتلال التوسعية على حساب أرض دولة فلسطين وتعميق عمليات ضم القدس وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني بما يعنيه ذلك من تقويض لأي فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافياً بعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 .
وأكّدت وزارة شؤون القدس أن استيلاء المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على منزل عائلة (صبّ لبن) هو لصوصية وتطهير عرقي، محذرة من أن يكون ذلك مقدّمة للاستيلاء على المزيد من المنازل الفلسطينية.
المتحدّث باسم أهالي سلوان فخري أبو ذياب بيّن أن المستوطنة الجديدة التي أعلن الاحتلال مخططاً لإقامتها في القدس وتقع بين قريتي جبل المكبّر وصور باهر جنوب شرق المدينة تهدف إلى قطع التواصل بين الأحياء الفلسطينية وتفتيتها واستكمال حصار القدس بحزام استيطاني يمتدّ من جنوبها حتى شرقها.
بدوره، لفت مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إلى أن إقامة مستوطنة بين صور باهر وجبل المكبّر جزء من مخطط استيطاني ضخم ينفّذه الاحتلال ضمن جداول زمنية لإغراق القدس بالمستوطنات واستكمال عملية فصلها عن الضفة، بحيث يصعب بعد ذلك الحديث عن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وفي وقت لاحق، جرّفت قوات الاحتلال مساحاتٍ من أراضي الفلسطينيين في بلدة كفل حارس شمال مدينة سلفيت، واقتلعت عشرات الأشجار المثمرة.
وأفاد رئيس بلدية كفل حارس أسامة صالح لوكالة وفا بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية بعدد من الجرافات، وجرّفت مساحاتٍ واسعة منها، بهدف توسيع عمليات الاستيطان في المنطقة، كما اقتلعت عشرات أشجار الزيتون.
كذلك، جرّفت قوات الاحتلال طريقاً زراعية في قرية زنوتا جنوب مدينة الخليل بالضفة، بمسافة تصل إلى ألف و500 متر تقريباً، بهدف توسيع مستوطنتين مقامتين على أراضي جنوب الخليل.
دولياً، سلّط خبراء أمميون الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق العائلات الفلسطينية في القدس المحتلة وذلك بالاستيلاء على تلك المنازل بغية تهويد المدينة، بينما أكّدوا أن ذلك يرقى إلى “جريمة حرب” تتمثل في الترحيل القسري ويجب أن تتوقف فوراً.
واعتبر الخبراء أن عمليات الإخلاء القسري للفلسطينيين التي يقوم بها الاحتلال في القدس هي جزء من آلية الفصل العنصري الإسرائيلية التي تهدف إلى تهويد المدينة بالكامل، مشدّدين على أن إرغام قواته أمس عائلة “صبّ لبن” على إخلاء منزلها القريب من المسجد الأقصى الذي تقيم فيه منذ عام 1953 والاستيلاء عليه وتسليمه للمستوطنين وتهجيرهم قسراً، يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
وقال الخبراء: يجب على إسرائيل أن توقف فوراً هذه الأعمال المتعمدة التي لا تنتهك عمداً حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وعدم التمييز والسكن اللائق والممتلكات فحسب، بل تسبّب أيضاً صدمة للأسرة المتضرّرة والمجتمع الفلسطيني بأكمله الذي يعيش بلا حماية تحت الاحتلال.
وتشير تقارير إلى أن هناك حوالي 150 أسرة فلسطينية في مدينة القدس معرّضة لخطر الإخلاء القسري والتهجير على أيدي قوات الاحتلال.