ثقافةصحيفة البعث

محمد مشناتي: نحن بحاجة إلى إعطائنا فرصاً أكثر

نجوى صليبه

25 عاماً العمر الفيزيولوجي، أمّا العمر الفعلي فأكبر بكثير، هي روح الشّباب والطّاقة الإنتاجية والمواهب التي يجب أن يشتغل عليها صاحبها من جهة، وتستثمرها المؤسّسات والجهات المعنية من جهة أخرى، لكي لا تخفت وتتراجع أو تخبو بـ”همّة” بعض أصحاب الرّؤى الضّيقة.

محمد مشناتي ممثّل شاب، لكنّه حتّى اليوم وعلى ما يبدو لم يأخذ الفرصة التي تقدّمه بالطّريقة الصّحيحة أو التي تظهر موهبته أسوةً ببعض الشّباب، يوضّح: صراحةً، التّقصير منّي ومن المخرجين، فأنا كنتُ متّجهاً نحو المسرح أكثر، ومن جهة أخرى هناك دفن للمواهب، إذ نجد اليوم شباباً موهوبين جدّاً، ولم يأخذوا فرصهم بعد، وهذه مشكلة كبيرة، لأنّهم عندما يسافرون تبدأ حيواتهم المهنية، والسّؤال هنا: لو لم يتمتّع هؤلاء بالموهبة هل كانوا سيحصلون على هذه الفرص؟ بالتّأكيد لا.. لذا نقول دائماً: نحن كشباب يجب أن يُسلّط الضّوء علينا أكثر وإعطاءنا فرصاً أكثر.

اشتغل مشناتي في التّلفزيون عشارية “النّظارة” ومسلسل “عين الشّمس”، حيث أدّى شخصية “برهان” الشّاب، وفي المسرح شارك بعروض عدّة منها “رقصة الموت الأخيرة” و”مباشر من تحت جسر الثّورة” و”ظلّ الحكاية” و”حكاياتنا” للمخرج مأمون الخطيب، فهل اشتغل بالمسرح حبّاً فيه أم كانت رغبته في الوجود في السّاحة هي السّبب، ولاسيّما في ظلّ الظّروف الاقتصادية الصّعبة التي نعيشها، وتالياً الأجور المنخفضة للمسرحيين كما يصّرحون دائماً؟ يجيب مشناتي: من يشتغل في المسرح، اليوم، لا يستفيد كثيراً من النّاحية المادّيّة، وأنا لم أعتمد الاشتغال على الكّم، بل كنت أشتغل بشغف وعشق للمسرح، وربّما هذا واحد من الأمور التي جعلتني بعيداً عن التّلفزيون وغير قادر على التّعرّف أكثر على المخرجين.

“لا شيء يعجبني” و”روز” فيلمان سينمائيان شارك فيها مشناتي، أمّا “مسارات” فهو الفيلم الوثائقي ـ الرّوائي الذي أخرجه وصوّره منذ سنة تقريباً، وهو الآن في مرحلة المونتاج، ومن خلاله أحبّ أن يقدّم عملاً يتذكره بعد عشر سنوات، يوضّح: يشارك في الفيلم الدّكتور سمير جبر والأستاذ أيهم عرسان وصبا غزول وغنوة معروف ولؤي خضر، أحببت أن أعرف عندما أشاهد هذا الفيلم ـ بعد سنوات ـ أين وصلنا وأين هم الأشخاص الذين قابلناهم، لكن نواجه مشكلة في الوقت وقلّة الإمكانيات في بعض الأماكن.

درس مشناتي التّمثيل قبل دراسته دبلوم السّينما في المؤسسة العامّة للسّينما، وتعلّم الكتابة من دون الالتحاق بدورات أو ورشات، وكتب بعض اللوحات للتّلفزيون بعضها ما يزال حبيس الأدراج لعدم الاتّفاق على الأجر أوّلاً ولخوفه من سرقتها كملكية أيضاً ـ كما يبيّن ـ، بالإضافة إلى ذلك انتهى من كتابة نصّ مسرحي سيترجمه إلى اللغة الإنكليزية أوّلاً ثمّ إلى لغات أخرى، يحدّثنا عن هذه التّجربة فيقول: في موضوع الكتابة هنالك دائماً أفكار جديدة، لذا استعنت بكتّاب موجودين في مصر وإسبانيا، واستفدت من ملاحظاتهم القيّمة ومنها أنّهم رأوا أنّي شخص فطري وأنّي أعيش الحالة التي أكتبها وهذا أمر مهمّ جدّاً في الكتابة، كذلك الأمر في التّمثيل.

كتابة كلمات الأغنيات موهبة أخرى يشتغل عليها مشناتي، ودراسة أخرى يدرسها وقطع فيها شوطاً طويلاً، إذ أنّه على أبواب التّخرج من كلية الإعلام، والسّؤال البدهي هنا: كيف يستطيع التّوفيق بين كلّ هذه المواهب والدّراسات؟ يجيب مشناتي: في الحقيقة أنا دائماً أنظّم وقتي، ربّما قصّرت قليلاً في الإعلام، لكن هذا كان بسبب ترتيب أولوياتي والتي على رأسها التّمثيل فالكتابة ومن ثمّ دبلوم السّينما.