الوجه الآخر لحرب السودان
تقرير إخباري
أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الصراع الدائر في السودان، الذي اندلع قبل نحو ثلاثة أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع قد تجاوز ثلاثة ملايين.
وأشارت البيانات التي نشرت مؤخراً إلى أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخلياً، بينما عبر أكثر من 730 ألفاً الحدود إلى بلدان مجاورة، وكان معظم الذين هربوا إما من العاصمة الخرطوم، حيث يتركّز الصراع بين الطرفين، وإما من دارفور حيث تصاعدت أعمال العنف العرقية.
وفي سياق متصل، أعرب كبار مسؤولي الأمم المتحدة عن صدمتهم إزاء التقارير المتزايدة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان وإدانتهم له، ودعوا إلى وضـع حدّ فوري لهذا العنف المستمر، وعدم اسـتخدامه كوسيلة من وسـائل الحرب لترويع الأشـخاص، كما طالبوا بإجراء تحقيقات عاجلة وشــاملة ومحايدة ومسـتقلة بشــأن جميع الانتهاكات والتجاوزات، فضلاً عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة الجناة.
من جهته، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ “أوتشا”: من غير المعقول أن يتعرّض النساء والأطفال في السودان الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الصراع المحموم الدائر لمزيد من الصدمات بهذه الطريقة، فما نشهده في السودان ليس مجرّد أزمة إنسانية، بل إنها أزمة على مستوى البشرية.
وفي إطار متصل، قالت وحدة مكافحة العنف ضدّ المرأة والطفل التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية السودانية: إنها سجّلت تسع حالات جديدة في الخرطوم، ليرتفع العدد الإجمالي منذ منتصف نيسان إلى 51 حالة.
إن العدد الحقيقي لحالات الاعتداء ضدّ النساء هو بلا شكّ أعلى بكثير، حيث تجد العديد من الناجيات صـعوبة في الإبلاغ عن العنف بسبب مفهوم الخزي والخوف من الانتقام، إضافةً إلى أن الإبلاغ عن الانتهاكات والحصول على الدعم أمر صعب، إن لم يكن مستحيلاً، بسبب تعطّل الكهرباء وعدم وجود اتصال بشبكة الإنترنت، فضلاً عن عدم إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية بسبب الوضـع الأمني المتدهور، كما أن الهجمات على المرافق الصـحية تمنع الناجيات من الحصول على الرعاية الصحية الطارئة.
وفي هذا الخصوص، قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”: “ما نراه مجدّداً هو زيادة حالات العنف المروّع في أوقات الأزمات، ورغم كونه انتهاكاً واسع الانتشار لحقوق الإنسان وله آثار جسدية ونفسية مدمّرة طويلة المدى على الناجيات، إلا أنه غالباً ما يتم التكتم عليه في كثير من الأحيان، وبالتالي من المهم أن نضع خطط الوقاية والاستجابة لاحتياجات النساء والفتيات وجميع الناجيات في المقام الأول”.
لقد أدّى القتال الدائر في السودان إلى تدمير مناطق واسعة في العاصمة، وإلى موجات من الهجمات في دارفور، وتعرّض المدنيون لجرائم نهب وحالات انقطاع للتيار الكهربائي، ونقص الغذاء والماء، وانهيار الخدمات الصحية، وتزايد الجرائم و العنف.
عناية ناصر