كابوس أم منقذ.. الروبوتات العسكرية باتت حقيقة واقعة!!
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
منذ أن صنع رجل الكهوف رمحاً من الخشب الصلب، أو فكر في العجلة وقال: “هم.. هم”، كان الإنسان مدفوعاً للاختراع من أجل حياة أفضل وأكثر أماناً.
لقد قطع البشر شوطاً طويلاً منذ أسلافهم الأوائل، لكن بقيت سمتان متأصلتان: الخوف والجشع. الخوف من جاره والرغبة في الاستحواذ على ممتلكاته. وبالطبع، يمكن للجيران الآن أن يكونوا على بعد أميال لأن نفوذ الإنسان يمتد إلى حد كبير.. وكذلك الحروب يمكن أن تنشب في أماكن بعيدة.
ربما كنا نتوقع ذلك لبعض الوقت، لكن الروبوت العسكري بات موجوداً بالفعل. لذلك يمكن للطيار البقاء في “قمرة القيادة” الأرضية والتحكم بطائرته المقاتلة تماماً كما كان جالساً فيها من قبل. إن تدريب الطيارين باهظ التكلفة، كما أن اكتساب خبرتهم أكثر تكلفة.
يتمتع الطيارون الآليون أيضاً بالعديد من المزايا التي تجعلهم يتفوقون على البشر، حيث يمكنهم تحمل قوى التسارع التي من شأنها أن تسحق أضلاع الإنسان وتقتله. وعلى خلاف الطيارين البشريين، يمكن للطيار الآلي أن يكون شريراً في السماء، شيطاناً متجسداً، على الرغم من أن تقييمه السريع للأهداف في المعارك قد لا يكون كاملاً بعد.. ولكن الزمن كفيل بحل المشكلة.
على الأرض، باتت الروبوتات العسكرية موجودة بالفعل، حيث تُستخدم لنقل الإمدادات إلى قوات الخطوط الأمامية في تدريبات واقعية. علاوة على ذلك، يتم استخدام العديد من الروبوتات الأرضية من قبل دول مختلفة، وقد نشرها الجيش الصيني لحراسة الحدود مع الهند.
يشير المؤيدون إلى المزايا: إنهم لا يتعبون، ولا يبحثون عن مأوى تحت الأشجار عندما تمطر، ولا يتحدثون مع الأصدقاء، ولا يشعرون بالملل في مهمة الحراسة، ولا تتدهور كفاءاتهم في الانتباه إلى التفاصيل بعد نصف ساعة أو أكثر. علاوة على ذلك، وعلى عكس ردود الفعل الطبيعية على الأخطار التي يتعرض لها الإنسان، فإن الروبوتات لا تخشى شيئاً.
قد يبدو ذلك بعيد المنال، لكن الباحثين يعملون على روبوتات يمكن أن تكون مستقلة عن الطاقة.. ببساطة عن طريق البحث عن المواد النباتية، دون القلق بشأن ما ستأكله أو تأثرها بالبكتيريا المسببة للمرض.
وعلى الرغم من عدم استخدامها حالياً للقتل بشكل مستقل، إلا أن هناك إمكانية لتطوير روبوتات أخلاقية مبرمجة لاتباع “قوانين الحرب” و”قواعد الاشتباك” الملحقة بها. والأهم من ذلك، أنها خالية من المشاعر، فاالروبوتات لن تغضب بشدة لمقتل صديق لدرجة، على سبيل المثال، الخروج من حفرة آمنة صوب العدو، فيقتل.
كل هذا صحيح، لكن من المعروف أن الجنود الذين خدموا مع الروبوتات يسمونها، ويتعلقون بها، ويقيمون الجنازات عندما يتم تدميرها، ويعانون من الشعور بالفقدان والخسارة.
لا يتم تجاوز ميل الإنسان للحرب إلا بميله للعنف، ولأسباب تافهة (نسبياً). سواء كانت قصة داحس والغبراء، أو حرب الزير سالم، أو ، قصة حرب طروادة، أو في التاريخ الحديث اغتيال الأرشيدوق فرديناند في صربيا، ما أدى إلى سلسلة من إعلانات الحرب التي أدت إلى الحرب العالمية الأولى وموت الملايين.. إن قسوة الإنسان لا يقابلها إلا غباءه الشديد.
ربما تكون الروبوتات العسكرية هي الإجابة المنطقية: يمكن إشباع الحاجة إلى الشرف مع الاحتفاظ بالبراءة.