ثقافةصحيفة البعث

كنان أدناوي يطلق ألبومه “وتر” في غاليري مصطفى علي

أمينة عباس 

لا يمكن لحفلات عازف العود كنان أدناوي بمزاجه العالي في العزف أن تمرّ مرور الكرام على الجمهور الذي يتابعها، فكيف إذا كانت حفلة لإطلاق ألبومه الثاني “وتر” التي أقيمت في غاليري مصطفى علي مؤخراً، وقد تركت في جمهورها عميق الأثر من خلال مقطوعات الألبوم الموسيقية التي عزفها منفرداً أو بمرافقة الفرقة الموسيقية التي ضمّت الأساتذة الموسيقيين كمي مرشد، ليلى صالح، محمد شحادة، جواد حريتاني، دلامة شهاب، إياد جناوي وغطفان أدناوي.

وبيّن الفنان مصطفى علي أنه حريص دوماً على أن يكون مرسمه حاضناً لكل مبدع ولكل التجارب المميزة لتعريف الجمهور بها وتشجيعها على الاستمرار، في حين أوضح كنان أدناوي أنه اختار مرسم مصطفى علي ليطلق منه ألبومه “وتر” وهو الذي سبق له وأن قدم عدة حفلات في دار الأوبرا، لأن المكان بهويته السورية يتلاءم مع هوية القطع الموسيقية الشرقية الموجودة فيه، إضافة لقناعته أنه من الضروري خلق وجه آخر للحفلات والعروض كمرسم مصطفى علي للقاء الجمهور والتفاعل معه وهو المرسم الذي احتضن الكثير من المشاريع الفنية والفرق الموسيقية.

“وتر” الأول في سورية

وأكد أدناوي أن كل موسيقي يحرص على إصدار ألبومات له لأن حلم كل موسيقي أن توثّق موسيقاه بشكل احترافي وأكاديمي، وأن تُسجل بشكل محترف وهو تقليد موجود في دول مختلفة، بعضها سبق الآخر في ذلك بحكم الإمكانيات واجتهاد الموسيقيين لأن عملية تسجيل الألبوم تتطلّب الكثير من التفاصيل والمراحل، لذلك يلجأ بعضهم إلى تسجيل مقطوعاتهم بشكل منفرد، مع إيمانه أن المشروع المتكامل هو في إصدارها جميعاً ضمن ألبوم، دون أن يخفي أدناوي أن صعوبات عديدة واجهته أثناء التحضير لألبومه كعدم توفر بعض الآلات ونوع معين من العازفين، وهذا ما اضطره لتسجيل بعض القطع في الخارج، مبيناً أن ألبوم “وتر” هو الثاني له فنياً والأول الذي يقدّمه في سورية، وهنا تكمن خصوصيته بالنسبة له، حيث أنجزه مع موسيقيين سوريين درس معهم وشاركهم في الكثير من الحفلات، وهذا ما جعل التفاعل فيه مختلفاً، خاصة وأن الألبوم يضمّ مقطوعات موسيقية لها علاقة بثقافة بلدنا وروحها وموسيقاها، وقد سبق وأن قدّمها بأشكال مختلفة في حفلاته التي يحرص فيها على تقديم آلة العود بشكل مختلف بوجوده ضمن الآلات الأخرى لخلق نوع من التفاعل مع الموسيقا التي تقدّمها الآلات الأخرى وللتأكيد على قدرة العود اللامحدودة في التفاعل مع الآلات الأخرى الشرقية والغربية، مبيناً أن الألبوم يضمّ ثماني قطع موسيقية، اثنتان عزف منفرد وست للعود مع الفرقة الموسيقية، مع إشارته إلى أن الارتجالات موجودة في كل قطعة، وهو ما يفعله عادةً في كلّ حفلاته، حيث يخصّص مساحة كبيرة لها، مع إشارته إلى أنه ومنذ بداياته وقبل سفره إلى أميركا كان حريصاً على تقديم موسيقاه ومؤلفاته للعديد من الفرق، وكانت تلقى الترحيب، لذلك استمرّ في ذلك بعد ردّ فعل الناس الذين شجعوه على أن يتوّج حفلاته بتسجيل ألبومه لتقديمه بشكل محترم من الناحية الفنية، معبّراً عن سعادته بوجود جمهور أصبح يتابع حفلات العازفين وينتظر منهم ما سيقدّمونه في ظل وجود مشاريع جميلة تُقَدَّم من قبل الشباب بين فترة وأخرى.

آلة حاضرة بقوة

وأوضح أدناوي أن الألبوم الأول له صدر تحت اسم “جو”، وقام بتسجيله وإطلاقه في أميركا، ووزّع في العالم، وقد سجّله مع موسيقيين أجانب بوجود موسيقي سوري واحد، وقد أُتيحت له فرصة تقديم مقطوعاته من خلال حفلات أقامها في أميركا قبل إصدار الألبوم، ورأى أن ميزة ألبوم “وتر” أنه أنجز بالكامل في سورية، ويقدّم فيه موسيقا شرقية معاصرة يتجلّى فيها العود كآلة حاضرة بقوة، حيث لم تعد تقدّم ضمن شكلها الشرقي البحت. من هنا رأى أن كل القطع الموجودة في “وتر” وهي: “رقصة حب، حكاية حب، الحصاد، تقاسيم بيات ونهوند، طريق دمشق” مهمّة بالنسبة له، لكنه يتوقف عند مقطوعة “وتر” التي سمّي الألبوم باسمها، وهي قطعة ذات طابع رومانسي، فيها نوع من الحنين والحزن، واصفاً إياها بأنها قطعة فنية عالية المستوى ومن القطع التي لم يعزفها في حفلاته كثيراً، لذلك سمّى الألبوم باسمها تعويضاً عن ذلك، في حين أن القطع الموسيقية الأخرى سبق وأن قدّمها في الكثير من الحفلات.

حالة خاصة

وعبّر الفنان دلامة شهاب أحد أبرز عازفي آلات النفخ النحاسية في سورية والذي كان أحد الموسيقيين المشاركين في تسجيل ألبوم “وتر” ورافق فرقة أدناوي في إطلاق الألبوم عن سعادته بمشاركته في حفل إطلاقه، مشيراً إلى أن أدناوي حالة خاصة ونجح من خلال آلة العود على أن يجمع بين الآلات الشرقية والغربية، مؤكداً أن العمل معه يشكل متعة لأي موسيقي لمزاجه العالي في العزف وهو من الذين واكبوا أدناوي خلال دراسته ومن ثم أصبح مشاركاً في حفلاته التي يقيمها، لذلك يشعر أنه جزء من مشروعه، موضحاً أن ميزة كنان أدناوي أنه لا يعزف على العود بشكل كلاسيكي، ومزاجه في العزف مختلف عن أمزجة العازفين الآخرين، حيث يتماهى فيه ما بين اللون الشرقي والغربي وقدرته كعازف على العود على تقديم الصوت اللازم الذي يتكيّف مع الآلات الأخرى، وهو يفعل ذلك بطريقة سلسة وبالنمط نفسه، فلا يبدو العود جسماً غريباً، حيث يتحول صوت العود بين يديه إلى غيتار، إضافة إلى أدائه المتميّز وحضوره القوي على المسرح.