هل نعجز عن إيجاد الحلول؟!
غسان فطوم
للأسف يستمر غياب الرؤية الاقتصادية الصحيحة لوصف الدواء لداء اقتصادنا المريض، وكأن الفريق الاقتصادي عاجز عن التفكير ولو مرة واحدة خارج الصندوق، كلام تثبته تفاصيل حياتنا اليومية المتخمة بقرارات غالبيتها لم تكن في مصلحة المواطن، وانعكست سلباً على حالنا الاقتصادي المعقد، فالوضع المعيشي على وجه التحديد من سيئ إلى أسوأ، والحالة هذه قائمة منذ أكثر من ثلاث سنوات ذاق خلالها المواطن الأمرّين.
وما يثير القلق هذه الأيام هو “فلتان الأخضر” الذي يرتفع، وهو ما أجبر المصرف المركزي على رفع صرف سعر الحوالات المصرفية القادمة من الخارج في محاولة لضبط السعر، وما يؤلم أكثر أن المركزي في كلّ مرة يعدّل فيها ويرفع سعر الصرف تنخفض قيمة الليرة التي التهمها غول الأسعار في وقت كنا ننتظر ردّة فعل إيجابية تبعث في نفوسنا الأمل.
ترى هل وصلنا إلى درجة “العجز” عن إيجاد الحلول؟!.
هذا السؤال هو لسان حال السوريين الذين بغالبيتهم فقدوا الأمل، وقلّة منهم مازالوا متعلقين بأشلاء منه، في انتظار حل “رباني”.
بالمناسبة، “ثلاثاء الحكومة” لم يعد يهمّ المواطن، فاجتماعاتها الأسبوعية باتت كالضيف الثقيل بكلامها الإنشائي الذي يعتمد على عبارات “التأكيد والتخطيط”، وكأن الحكومة تعيش في زمن التسعينيات حينما كانت البلاد تنعم بالرخاء والاستقرار والاكتفاء الذاتي!
بالمختصر، حال البلد مزدحم برزمة ملفات عالقة وسط تفاؤل حذر، بعدما تبخّرت كل الوعود المتراكمة، والخوف أن نصل إلى أفق مسدود في ظل غياب الإدارة الرشيقة لأزماتنا ومشكلاتنا بالأفعال لا بالأقوال قبل فوات الأوان، والأهم “إيجاد هوية محدّدة للاقتصاد السوري توافق حالته الراهنة وفق الإمكانات المتاحة”، وهو ما طالبنا به أكثر من مرة عبر هذا المنبر، إضافة إلى التروي في اتخاذ القرارات المبنية على معلومات صحيحة لا تركها للقدر، وسط واقع اقتصادي وخدمي ومعيشي صعب تكاد فرص الخروج مما نحن فيه تنسحب من تحت أقدامنا إذا لم نضع الإستراتيجية الصحيحة لصنع القرارات الكبرى التي ينتظرها الوطن والمواطن!