الاكتئاب أسبابه وطرق معالجته في محاضرة بثقافي حمص
حمص- سمر محفوض
وسط جمهور كبير من المهتمين، استضافت مديرية الثقافة – قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي بحمص مساء أمس، محاضرة ألقتها الباحثة ريم شطيح أستاذة علم النفس من جامعة أوهايو الأمريكية، بعنوان “الاكتئاب.. أسبابه وطرق معالجته”.
استهلت شطيح محاضرتها بالإشارة إلى إن الاكتئاب هو أحد أكثر أمراض العصر الحديث شيوعاً، وأنه الأكثر إصابة حالياً لدى الناس بغضّ النظر عن المكان الجغرافي والبيئة المحيطة، فأكثر من ٥٪ من سكان العالم مصابون بالاكتئاب، والجميع معرّض لنوبات الاكتئاب بغضّ النظر عن العمر أو الجنس؛ وعرّفت المرض بأنه اضطراب المزاج الذي يسبّب شعوراً متواصلاً بالحزن، وفقدان الاهتمام بالأشياء المعتادة، ونقص التركيز، ويكون مصحوباً بالشعور بالذنب، وعدم الشغف، ونقص تقدير الذات. وينعكس على أسلوب التفكير، والتصرف، والمشاعر لدى المكتئب، ما يزيد من تركيز المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تنعكس على أداء الأنشطة اليومية. وحذّرت المحاضرة من أن الاكتئاب قد يدفع بالمصاب للتفكير بالانتحار في الحالات المتقدمة.
ولخّصت شطيح أهم نظريات علم النفس المعتمدة في متابعة تشخيص ومعالجة المرض، وهي “النظرية السلوكية” و”النظرية النفسية البيولوجية” والنظرية المعرفية”، مؤكدة أن علم النفس الحديث يدمج هذه النظريات أحياناً في نظرية واحدة هي النظرية النفسية البيولوجية، وأضافت أن الاكتئاب مرض مستمر لا يشفى من تلقاء نفسه، ومن المهمّ جداً الحديث حوله، كي نحمي أنفسنا ومعرفة متى يجب التوجه إلى الطبيب المعالج المختص، وأشارت للتغيرات التي تطرأ على دماغ المكتئب، وكيف يصاب ببطء الاستجابة، لافتة لظهور بعض أنواع الاكتئاب الموسمي والتي تتزامن مع فصل الشتاء، وتبدأ أعراضه بالعزلة الاجتماعية، وكثرة النوم أو قلته، وزيادة الوزن أو فقدانه، وهي أعراض مؤقتة تزول غالباً بحلول فصل الربيع.
وقدّمت الباحثة شطيح بعض الإرشادات لتجنّب الاكتئاب والتخفيف من آثاره كالقيام بممارسة النشاط البدني، وقضاء الوقت وسط الأهل والأصدقاء، وتجنّب العزلة، واتباع دورات تعلم تقنيات الاسترخاء، كممارسة التأمل، والاسترخاء، واليوغا، بالإضافة لتنظيم الوقت وتبسيط الضغوط اليومية، ووضع أهداف قابلة للتحقيق، لتجنّب الإصابة بالإحباط.