بعد الفضية في الدورة العربية.. هل تستفيد كرتنا معنوياً من المشاركة؟
ناصر النجار
خرجت كرتنا من الدورة العربية بفضية كرة القدم اعتبرها البعض إنجازاً، بينما اعتبرها البعض الآخر طبيعية في ضوء مستوى المنتخبات المشاركة.
ولا يهمنا في الأمر كلّ هذه الاعتبارات بقدر ما يهمنا التقييم الحقيقي للمشاركة ومعرفة إيجابياتها من سلبياتها، وخاصة على صعيد الأداء الفردي، فهناك لاعبون لم يقنعوا أحداً بمشاركتهم، وآخرون مسّهم الغرور وباتوا أكبر من المنتخب على ما يبدو، ولا بد من علاج هذه الأمراض النفسية منذ الآن حتى لا نخسر لاعبين نظنّ فيهم خيراً في مستقبل كرتنا.
المزعج في الأمر أن تخسر اللقب أمام فريق من الشباب فارق العمر بين منتخبنا ومنتخبهم خمس سنوات على الأقل، باستثناء لاعبي الرجال الذين تجاوزا الثلاثين من العمر، ومن غير المنطق أن نتقبل فكرة التعادل مع منتخب شباب السعودية مرتين في أسبوع واحد وعند الحسم بركلات الترجيح تكون لهم الغلبة، علينا أن ننسى هنا مقولة ركلات الحظ لأن الإعداد السليم لا يسمح للحظ بالتدخل في لقب وبطولة.
بالعموم فإن مسابقة كرة القدم بالدورة العربية كانت ضعيفة من ضعف مستويات المنتخبات المشاركة، خاصة وأن أغلب المشاركين لم يرسلوا منتخباتهم الأولمبية الأساسية كالجزائر وعمان والسودان وموريتانيا مثلاً، فضلاً عن أن أغلب هذه المنتخبات نتفوق عليهم كروياً، فكرتنا ما زالت أفضل من كرة موريتانيا والسودان ولبنان وفلسطين وعُمان، لذلك من الطبيعي أن يكون لمنتخبنا شرف الوصول إلى النهائي لأنه أقوى المشاركين وأفضلهم.
من ناحية الإعداد قد تكون الدورة مفيدة لأنها وضعت منتخبنا بجاهزية كاملة من خلال المشاركة والمباريات الخمس المتتالية في ظرف ثلاثة عشر يوماً، واطلع فيها الجهاز الفني على المستوى الحقيقي للاعبين ومدى جاهزيتهم وتقبلهم للجهد والضغط والتطوير، ولا شك أن أبواب المعرفة انفتحت على مصراعيها لتدارك كل الأخطاء واستبعاد اللاعبين الذين لا يصلحون لتمثيل المنتخب في التصفيات القادمة المهمة.
الحالة السلبية التي انتقد بها الجميع المنتخب وجود ثلاثة لاعبين كبار لن يخدموا المنتخب في قادمات المباريات والمسابقات، وهذا التصرف غير المدروس ولّد حالة من ضعف الشعور بالثقة لدى اللاعبين الذين يلعبون بالمركز نفسه، وإذا كنا نقرّ بأن المنتخب يعاني من ضعف مركز حراسة المرمى، فالمفترض أن نجتهد لتقوية هذا المركز لا أن نبعد الحراس عنه ليشعروا بالحزن والخيبة وضعف الثقة، هذه ملاحظة نأمل تداركها في القادمات حتى لا نقع مرة أخرى بأخطائنا نفسها!.