الفتوة يبحث عن اللقب الكروي من جديد على حساب مواهبه ونجومه
ناصر النجار
تتناقلُ الجماهير الرياضية أخبار التنقلات الصيفية في أنديتها بشغف وترقب، وهي تتابع تفاصيل مفرحة وأخرى غير ذلك، والأخبار الرسمية تأتي من أربعة أندية فقط بدأت عملية التعاقد مع اللاعبين، وهي الفتوة وتشرين وحطين والوحدة، أما باقي الأندية فتعيش بسكون تام، ولا ندري ما مصيرها وافتتاح الموسم الجديد بات على الأبواب.
ومثل الموسم الماضي فقد فتح نادي الفتوة خطّ التعاقدات مبكراً ونال الحصة الأكبر من اللاعبين، وما زالت شهيته مفتوحة وبات يمثل منتخب الدوري بعد أن حظي بأفضل لاعبي الموسم الماضي، ولم تكن الأمور تواجه العقبات ما دامت الأموال وما فيها من إغراءات جاهزة لنيل رضا أي لاعب.
هذا الأمر فيه الكثير من السلبيات العامة والخاصة، ولا نظنّ أن فوائدها معتبرة لأن الفوز ببطولة الدوري ليست بمعيار أمام تدمير ممنهج للكرة في النادي، ولنا في ذلك دليل بات الجميع يعرفه.
المال أبعد الفتوة عن مشربه وفكره وداره، فالنادي بات حصيلة لاعبين من مختلف الأندية وهذا قد يكون بالقانون عملاً سليماً، لكن نريد من أهل الدار ألا يطلعوا علينا بتراجيديا مشقة اللعب خارج الأرض وصعوبتها، فالفتوة بلاعبيه الحاليين لم يعد يمثل دير الزور لأن صفوفه لا تضمّ إلا لاعبين أو ثلاثة على الأكثر من دير الزور.
الأهم من هذا الكلام أن وفرة المال الموجود بأيدي راعيي النادي لم يستعمل بالمفيد، ولو وضع بصيانة ملعب دير الزور أو رعاية اللاعبين الشباب والناشئين لكان خيراً على النادي في السنوات القادمة، وهو أفضل من بطولة معلبة مسبقة الصنع لا تقدم ولا تؤخر شيئاً!.
إذا نظرنا إلى خارطة الدوري فإننا لا نجد إلا بعض اللاعبين من الدير، وقد انتهى مفعولهم الكروي بسبب السن، وليس لهم بديل، وهذا هو سبب سياسات الإدارات المتعاقبة التي أهملت فرقها الصغيرة وجاءت الإدارة الحالية لتستمر بهذه السياسة المدمرة.
الكلام الذي نتحدث به يأتي من باب المحبة والحرص على كرة عريقة، وهو تحذير لإدارة النادي لتهتمّ بفرقها الصغيرة وتعمل على رعاية جيل جديد يخلف الأسماء التي خلدها التاريخ وخرجت من ضفاف الفرات، ونتساءل: إلى متى سوف يستقدم الفتوة اللاعبين من هنا وهناك؟.
الاستفسار الأخير: ما دامت إدارة النادي تعاقدت مع محمد العقيل مدرباً، فلماذا تحتفظ إلى الآن بهذا السر العجيب؟.
الكلام السابق ينطبق على العديد من الأندية الأخرى التي مازالت تنفق على لاعبين أكل عليهم الدهر وشرب وتبخل على مواهبها بالقليل من الدعم!.