إصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين خلال اقتحام الاحتلال مناطق بالضفة
الأرض المحتلة – وكالات
أُصيب واعتُقل عشرات الفلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة وفا، أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت مخيم نور شمس شرق طولكرم، وفرضت حصاراً مشدّداً عليه بعد إغلاق مداخله بالكامل، كما أغلقت الشارع الرئيسي للمخيم وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة 13 فلسطينياً بجروح وآخرين بحالات اختناق، كما منعت سيارات الإسعاف من دخول المخيم.
وداهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل وخرّبت محتوياتها، وحوّلت بعضها إلى مواقع عسكرية، واعتقلت عدداً من الفلسطينيين.
وقال رئيس مجلس خدمات مخيم نور شمس طه إيراني: إن جرافات الاحتلال دمّرت البنية التحتية من شبكتي مياه وكهرباء وصرف صحي عند مدخل المخيم الرئيسي، وفي شارع المدارس ومنطقة جبل النصر والمحجر والمنشية، وشارع العيادة.
وفي سياق متّصل، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر القديم في نابلس وسط إطلاق الرصاص، ما أدّى إلى إصابة شابين أحدهما مسعف في الهلال الأحمر.
وتصدّت المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في مخيمي نور شمس وعسكر القديم بصلياتٍ كثيفة من الرصاص، وفجّرت عبوات ناسفة بعدد من آلياتها.
وأكّدت حركة حماس أن اقتحام الاحتلال مخيم نور شمس وإحداث دمار واسع فيه جريمة صهيونية جديدة تُضاف إلى جرائم الاحتلال وسط صمتٍ دولي مقيت، مشدّدةً على أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من رصاص الاحتلال وآلته العسكرية، وأن هذه الجرائم لن تزيده إلا تمسّكاً بالمقاومة وإصراراً على مواصلتها.
وفي الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة المساكن الشعبية في نابلس، وبلدة بيتا جنوبها، وقرية دير رازح وبلدتي بيت كاحل وبيت أمّر في الخليل، ومناطق واد شاهين وجبل الموالح ورفيدة وهندازة ومخيم عايدة وبلدة الخضر في بيت لحم وبلدتي المغير في رام الله وقطنة في القدس، واعتقلت سبعة عشر فلسطينياً، كما اعتقلت شاباً على أحد حواجزها قرب طوباس.
وفي مدينتي بيت لحم ونابلس في الضفة اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين، حيث اقتحمت منطقة واد شاهين وقامت بتفتيش المنازل، والعبث بمحتوياتها واعتقلت فلسطينياً، كما اقتحمت بلدة بيتا جنوب نابلس، واعتقلت ثلاثة آخرين، واعتدت على الفلسطينيين في شارع الصف وواد شاهين في بيت لحم، واعتلت أسطح عدّة منازل وقامت بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، واقتحمت أيضاً بلدة الخضر ومناطق جبل الموالح ورفيدة وهندازة ومخيم عايدة.
وفي قطاع غزة المحاصر، اعتقلت بحرية الاحتلال أربعة صيادين فلسطينيين واستولت على مركبهم قبالة السواحل الشمالية للقطاع، بعد أن حاصرتهم قبالة شاطئ منطقة السودانية.
إلى ذلك، توغّلت قوات الاحتلال بعددٍ من الدبابات والجرافات العسكرية شرق منطقة خان يونس جنوب القطاع، وجرّفت مساحاتٍ من الأراضي.
من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال قرية حمصة التحتا في الأغوار الشمالية وهدمت منزلاً.
وفي اعتداءات متفرّقة للمستوطنين، أحرق مستوطنون عشرات الأشجار في أراضي بلدة بورين جنوب مدينة نابلس.
وأوضح مسؤول ملف مقاومة الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أن مستوطنين اقتحموا الأراضي الزراعية جنوب البلدة، وأضرموا النار فيها ما أدّى إلى احتراق عشرات أشجار الزيتون، كما قطعوا عدداً من الأشجار التي لم تصلها النيران في المنطقة.
كذلك، اقتحم 141 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال التي واصلت التضييق على دخول المصلين الوافدين من مدينة القدس والأراضي المحتلة عام 1948.
من جانب آخر، يواصل الأسير الفلسطيني عمر كميل إضرابه عن الطعام لليوم الثاني عشر، احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى في معتقلاته.
وقال نادي الأسير في بيان: إن الأسير كميل “50 عاماً” الذي اعتقلته قوات الاحتلال منذ شهر آذار عام 2022، من بلدة قباطية جنوب جنين، وهو والد شهيد، يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ12، رفضاً لعزله في معتقل النقب، واحتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي المتعمّد والإجراءات القمعية غير الإنسانية التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى، مشيراً إلى أن الأسير بدأ يعاني دواراً وهزالاً وآلاماً في المفاصل ونقصاً في الوزن.
سياسياً، طالبت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كي لا يبقى ضحية مستمرة للاحتلال الإسرائيلي وأزماته في ظلّ ازدواجية المعايير الدولية.
وأدانت الوزارة في بيان الاقتحام الهمجي الذي ارتكبته قوات الاحتلال فجر الاثنين، لمخيم نور شمس، والذي أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية.
ورأت الوزارة أن تكرار الاحتلال لجرائمه التي ارتكبها في مخيم جنين، تأكيد جديد لاستخفافه بردود الفعل والمواقف الدولية تجاهها، وإثبات آخر على أن تدني مستوى ردود الفعل الدولية وضعفها يشجّعان سلطات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، وتكرارها في أكثر من منطقة فلسطينية.
وحذّرت الوزارة من استمرار حكومة الاحتلال بتصدير أزماتها إلى الساحة الفلسطينية عبر تصعيد اعتداءاتها، مشيرةً إلى أن الشعب الفلسطيني لم يدفع فقط ثمن وجود الاحتلال واستمراره، وإنما أيضاً ثمن أزماته الداخلية.
وفي سياقٍ متّصل، أكّدت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين أن الاعتداءات المتواصلة التي تتعرّض لها المقدسات الفلسطينية هي نتيجة للصمت العالمي على كل الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وعدم وجود رادع حقيقي يضع حداً للممارسات الإسرائيلية العنصرية.
وأدان رئيس اللجنة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري في بيان، تصاعد تهديدات واعتداءات المستوطنين المتكرّرة التي تستهدف الكنائس ورجال الدين والأماكن المقدسة، والتي كان أحدثها اعتداء عصابات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على كنيسة مار إلياس في مدينة حيفا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ومحاولة اقتحامها.
ودعا خوري المنظمات الدولية إلى الضغط على كيان الاحتلال واتخاذ إجراءات فورية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة لحرمة الأماكن الدينية، وحماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية كافة وضمان حق العبادة.