الزراعات الاستوائية في طرطوس واعدة.. بشرط…؟!
طرطوس- وائل علي
سبق أن أثرنا وغيرنا وأشرنا إلى تجارب فردية نجحت أيما نجاح في مجال تجريب وتوطين الزراعات الاستوائية، مثل الكيوي والأفوكادو والموز وغيرها في محافظة طرطوس التي تتمتّع كما هو معروف بمناخ معتدل صيفاً وشتاء، ما يطرح السؤال بقوة: ما هي العوائق التي تحول دون توطين هذه الزراعات التي تجمع بين تكاليف الإنتاج والأعمال الزراعية المنخفضة والمرودية الاقتصادية والإنتاجية العالية؟، أم أن إدخال هذه الزراعات مخالف للطبيعة وقوانينها، أم أن الأمر يتعلق بالكسل أو التكاسل الزراعي والمزارع، أو يدخل ضمن حيّز اللامبالاة الحكومية، أم أن الأمر متعلق بحسابات أو معطيات أخرى نجهلها ولا دراية لنا بها؟!.
رئيسُ دائرة الإنتاج النباتي بزراعة طرطوس ياسر علي أكد أن التغير المناخي الحاصل في منطقتنا واعتدال درجات الحرارة وميلها للارتفاع بشكل دائم أدّى لدخول أصناف وأنواع من الزراعات الاستوائية إلى منطقتنا، وكان لمنطقة طرطوس ومنطقة بانياس الحظ الأوفر بانتشار زراعة الأفوكادو والكيوي والموز منذ تسعينيات القرن الماضي بمساحة 700 دونم مغطى ومكشوف وصل إنتاجها إلى 700 طن من مجمل الأصناف، معتبراً أن موقع المحافظة المميّز واعتدال مناخها جعلها تحتلّ موقعاً متقدماً بالزراعات المدخلة حديثاً، ومادامت الحرارة معتدلة إلى مرتفعة نوعاً ما تعتبر الزراعات المدخلة حديثاً زراعة ذات مردود اقتصادي جيد وقليلة التكاليف في الزراعة المكشوفة، أما في الزراعة المحمية فترتفع التكلفة وتقل المردودية الاقتصادية لغلاء مستلزمات الإنتاج.
ويقول علي: إن الصقيع وانخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء يعتبر العامل المحدّد للزراعات المدخلة حديثاً في الزراعة المكشوفة وعاملاً لزيادة التكاليف في الزراعات المحمية وما يتبعه من عمليات تدفئة.
واعتبر علي أنه في ظل زراعة هذه الأنواع المكشوفة ومناسبة العوامل الجوية للزراعة والإنتاج، فهذه الزراعة واعدة وذات مردود اقتصادي جيد، لكن ضمن ظروف الصقيع والعوامل الجوية المتطرفة فإن ذلك يؤدي إلى خسائر كبيرة بالإنتاج، وقد تقضي على جزء كبير من هذه الأنواع، حسب كلامه.