بوتين يوعز بملاحقة مرتكبي الجرائم الإرهابية ضد سكان المناطق الروسية الجديدة
موسكو- تقارير
أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة التحقيقات في الهجمات الإرهابية التي قام بها النازيون الجدد الأوكرانيون ضد السكان المدنيين في المناطق التي انضمّت إلى روسيا.
ونقل موقع RT عن بوتين قوله في كلمة بمناسبة يوم المحققين: “من الضروري مواصلة العمل المنهجي للتحقيق في جرائم المرتزقة الأجانب والنازيين الجدد ضد السكان المدنيين والمسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة والصحفيين في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه”، معرباً عن ثقته بإدراك المحققين في هذه المناطق لأهمية هذه المهمة.
ودعا بوتين إلى العمل على ضمان سيادة القانون للسير في طريق التنمية المستدامة والمستقرة لروسيا بالكامل وتعزيز أمنها وسيادتها.
من جهته، قال رئيس لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية ألكسندر باستريكين اليوم: إن محاولة مهاجمة جسر القرم مثال آخر على أن نظام كييف إرهابي.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن باستريكين قوله في تصريح تعليقاً على مهاجمة نظام كييف جسر القرم مؤخراً بزوارق مسيّرة ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً: “إن هذا الهجوم مثال آخر على تعمّد نظام كييف الاعتداء على المنشآت التي تعبرها المركبات المدنية.. بالنسبة لهم كما هو الحال بالنسبة لأي إرهابي، فإنهم بعيدون عن المبادئ الأخلاقية”.
ورفعت لجنة التحقيق الروسية دعوى جنائية بموجب مادة العمل الإرهابي ضد المشاركين في الهجوم على جسر القرم، كما تم التعرّف على المتورّطين في تنظيم هذه العملية الإرهابية من بين الخدمات الخاصة والتشكيلات المسلحة الأوكرانية.
وفي السياق، هدّد وزير دفاع النظام الأوكراني أليكسي ريزنيكوف باستمرار ضرب جسر القرم، رغم أنه جسر مدني لا يستخدم في إمدادات القوات الروسية.
جاء ذلك في حديث ريزنيكوف لقناة CNN الأمريكية، حيث قال: “إنه تكتيك عادي لتدمير الخطوط اللوجستية لعدوّك من أجل حرمانه من فرصة الحصول على المزيد من الذخيرة والوقود والطعام وما إلى ذلك. لهذا السبب سنستخدم هذا التكتيك”.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد وصف، خلال منتدى أمن معهد آسبن، جسر القرم بأنه هدف “يجب تحييده”.
وكانت طائرتان أوكرانيتان مسيّرتان قد شنّتا هجوماً إرهابياً على جسر القرم، أسفر عن مقتل شخصين بالغين وإصابة طفل، وإلحاق ضرر بالطريق، بينما ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللوم على كييف في الهجوم، مشدّداً على أن هذه جريمة لا طائل من ورائها من وجهة النظر العسكرية، لأن جسر القرم “لم يعُد يستخدم للنقل العسكري منذ فترة طويلة”، وأكّد أن روسيا ستردّ بالشكل المناسب، حيث يستمرّ القصف الروسي لمواقع حيوية في عموم أوكرانيا منذ الاعتداء الأخير على جسر القرم.
من جهة ثانية، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أن إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مستحيل بمعزل عن روسيا.
ولفت فيرشينين، إلى أن المفاوضات بشأن استئناف صفقة الحبوب ليست جارية: “لقد أعربنا بوضوح عن موقفنا. بعد 17 تموز، لم يتم استئناف مبادرة البحر الأسود. اعترضنا على ذلك”.
كذلك أشار إلى أن الطريقة التي يتم بها تنفيذ الصفقة فيما يتعلق بتصدير الحبوب لا علاقة لها بمكافحة الجوع ناهيك عن أن الجزء الذي ينصّ فيها على تسهيل التصدير للمنتجات والأسمدة من روسيا، لم ينجح.
أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن كييف وواشنطن و”الناتو” استخدموا الممر الإنساني الذي فتحه الأسطول الروسي عبر البحر الأسود للتخريب والإرهاب، لا لتصدير الحبوب.
وأضافت: إنهم لم يهتموا بتقديم المساعدة للدول التي تحتاج للغذاء، حيث كانوا يسعون لتحقيق أهداف أخرى تمثلت في عمليات التخريب وشنّ الاعتداءات الإرهابية على القرم.
وأشارت ماتفينكو تعليقاً على اجتماع مجلس أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، إلى أن كييف لم تتجه إلى الأمم المتحدة، بل توجّهت إلى “الناتو”، بعد تعليق روسيا صفقة الحبوب.
وأضافت: “الناتو” مهتم بالبحر الأسود، ومن الواضح لماذا لم يتم إيصال الحبوب إلى الدول الإفريقية عبر الممر الإنساني الروسي.
ولفتت إلى أنه عندما “أغلقت روسيا هذه الفرصة السانحة أمام أوكرانيا، طالبوا على وجه السرعة بعقد مجلس “الناتو” وأوكرانيا والآن أصبحت خططهم واضحة… ما كنا نتحدّث عنه، أكّدوه اليوم”.
وشدّدت ماتفينكو أن الجانب الروسي لن يسمح باستخدام البحر الأسود لإيصال الأسلحة إلى أوكرانيا، “لاستخدامها لأغراض التخريب والإرهاب”.
وأكدت أن روسيا ستزوّد إفريقيا بالحبوب والأسمدة حتى دون صفقة حبوب، وقالت: روسيا ستفي بالتزاماتها، ولديها الأدوات والقدرات اللازمة لذلك، وسنوصل الحبوب والأسمدة بما في ذلك على أساس تجاري ومجاني إلى الدول الإفريقية التي هي في أمس الحاجة إليها.
وأضافت: إن صيغ هذا التعاون مع البلدان الإفريقية، وسبل حل مشكلات إيصال الحبوب والأسمدة، سيتم تحديدها في القمة الروسية الإفريقية المزمعة في بطرسبورغ.
إلى ذلك، علّق متحدّث الكرملين ديمتري بيسكوف على اقتراح دول البلطيق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئها، بعد تجميد روسيا صفقة الحبوب ومنعها حركة السفن من وإلى أوكرانيا في البحر الأسود.
وقال بيسكوف: إن هذا “حق سيادي” لهذه الدول.
وكانت ليتوانيا قد عرضت على الاتحاد الأوروبي استخدام موانئ البلطيق لتصدير الحبوب الأوكرانية بعد فشل صفقة الحبوب، حيث صرّح 3 وزراء ليتوانيين بأن موانئ بحر البلطيق يمكن أن تكون بمنزلة “بديل موثوق” لعبور المنتجات الزراعية الأوكرانية، بما في ذلك الحبوب، حيث يمكن نقل 25 مليون طن من الحبوب سنوياً.
وكان المدير العام لميناء كلايبيدا ألغيس لاتاكاس قد أعلن الأسبوع الماضي عن إمكانية نقل 10 ملايين طن من الحبوب الأوكرانية، إلا أنه قال: إن إيصال المنتجات إلى الميناء هو ما قد يكون المشكلة.
يُذكر أن روسيا أعلنت مؤخراً تعليقها اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ومنعت حركة السفن تحت طائلة اعتبار الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها ضالعة في الحرب على روسيا.
وأبرم الاتفاق في اسطنبول في العام الماضي بين روسيا والأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا.