منتديات وصالونات سلمية الثقافية.. يتكاثر الشعراء ويتلون الشعر بلا هوية
البعث _ نزار جمول
لم يعد تزايد عدد الصالونات والمنتديات بمختلف مسمياتها حالة ثقافية صحيّة، فالثقافة في مدينة السلمية باتت تحتاج للنوع وليس للكم، لأن التزايد بعدد الشعراء بات عالة على الشعر ، فقد لوحظ أن من ينظم الشعر يحتاج لتنظيم فكري وفني، فالشعر في سلمية يعيش بأسوأ أيامه لأنه ينحني بسويته إلى الضعف والوهن من خلال تراجع في المستوى العام لمن يسمى نفسه شاعراً، فمعظم القصائد التي يتم إلقاؤها على منابر هذه الملتقيات لم تعد تهز جمهورها، ففي معظم الأمسيات يبقى الجمهور صامتاً بإستثناء بعض النتاجات التي تعتبر جيدة قياساً لما يتم تقديمه، ولن ننسى أن معظم القصائد إن صحت عليها هذه التسمية ينزح أصحابها وبصوت مرتفع بالأسلوب الخطابي مع إصرار على وجود القوافي التي لا تنتمي للبحور الشعرية المعروفة، فالنثر الذي كان حاضراً بقوة لن ينتمي لهوية الشعر العربي الأصيل بقوافيه وبحوره، كما أن الاستهتار بنظم الشعر وغياب الموهبة كان حاضراً أيضاً في الأمسيات، فقد تناسى معظم كاتبي الشعر أن الصعود لأي منبر من قبل أي شخص يحتاج لمقومات عديدة ليوصف شاعراً، وأهمها الموهبة والثقافة التي تنتج عن البحث والتقصي المدعمان بالعلم والمعرفة، وكلها غابت مع غياب الأفكار والإصرار على وجود القوافي التي حضرت بغياب بحورها .
سلمية لن تغير جلدها بتغيير هويتها، فما زالت تختزن الكثير من القامات الشعرية والمواهب الشابة التي سيأتي يوم لتكسر هذه المنابر الزائفة، وليعود الشعراء الحقيقيون لمنابرهم، ولتعود معها النفحات الشعرية بقوافيها وبحورها وموسيقاها .