هموم الأندية على بساط البحث… وشراكة المال والرياضة تحتاج لصيغة جديدة
ناصر النجار
صدرت بالأمس قرارات عديدة لتشكيلات إدارات بعض الأندية كالكرامة والجلاء والحرية، وهناك أندية أخرى ما زالت على الانتظار لأنها واقعة بمشكلة الاستقالات أو ضعف الإدارات، وكما نلاحظ فإن عملية استقرار الأندية مهمة جداً لسير العمل واستمراره فضلاً عن أن التطوير يبدأ من الاستقرار، ونحن نؤكد أن أوضاع العديد من الأندية بات صعباً وتعاني الكثير من المشكلات ونذكر منها أندية تشرين والوثبة والطليعة والنواعير وأهلي حلب وغيرها من الأندية التي تنشد الاستقرار والدعم بآن معاً.
والمشكلة في الأندية مالية في الدرجة الأولى لذلك يتم البحث عن داعمين ليتولوا قيادة هذه الأندية بغض النظر عن الكفاءة والخبرة، فالاحتراف الأعوج الذي تمارسه أنديتنا أفرغها من المال ومن الكوادر والخبرات لأن المال بات هو المسيطر على كل شيء ومن يملك المال يملك القرار وبالتالي فإن العديد من كوادر الأندية غادرت النادي لأنها لا تملك القرار وبعضها ارتضى أن يكون تبعاً لصاحب المال.
هذا هو حال أنديتنا في الوقت الحاضر وعلينا ألا ننكر وجود الصعوبات المالية وعدم قدرة الأندية على الاكتفاء الذاتي، والرياضة دون مال لا يمكن ان تقوم لها قائمة وبناء عليه لا بد من خطوات عملية لوصول النادي إلى الاكتفاء الذاتي من خلال الاعتماد على أبناء النادي ومواهبه، لذلك لا بد من قطع الطريق على الاحتراف الذي بات كالوحش الكاسر ينهش مال أنديتنا وداعميها، وعندما نسمع أن لاعباً طلب مئات الملايين للتوقيع ومثله من اللاعبين كثير فإننا في مشكلة كبيرة، لذلك فإن الحل يكمن بكسر الأسعار ولا يمكن ذلك إلا بالاعتماد على الجيل الشاب وبذلك توفر الأندية مبالغ كبيرة جراء التعاقدات غالية الثمن.
أيضاً لا بد من البحث عن حلول إضافية من أجل رفع القدرات المالية للأندية عبر مشاريع استثمارية جديدة وإعادة تقييم الاستثمارات الحالية، وهنا يأتي دور رجال الأعمال والمال الذين يتولون قيادة أنديتنا الرياضية، فليس المطلوب منهم الدفع دون أي غطاء لأن الأهم من ذلك العمل على فتح الأبواب لمشاريع استثمارية جديدة من خلال خبرة هؤلاء وبالتالي زيادة المدخول المالي، والعمل وفق ميزانية مالية لا تضع النادي بالعجز ولا تجعل رجال الاعمال يهربون من أنديتنا.
الموضوع بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد وإلى شراكة فاعلة بين رجال المال والأعمال والرياضة.