المعاومة وقلة الأمطار تتسببان بتدني إنتاج الفستق الحلبي
حماة – ذُكاء أسعد
يواصل مزارعو حماة قطاف ثمار الفستق الحلبي للموسم الحالي وسط تباين بالآراء، وعدم وجود أرقام دقيقة بكميات الإنتاج المتوقعة بـ6000 طن، وتتصدّر منطقة مورك الحصة الأكبر بزراعة الفستق الحلبي، إذ بلغت مساحة الأرض المشجرة فيها وفي قرية لحايا التابعة لها أكثر من 58 ألف دونم بعدد أشجار يتجاور 94 ألفاً، وفق ما أكده عضو اللجنة الزراعية في مورك محمد الصالح، الذي أشار إلى تراجع كبير ونسبة حمل ضعيفة لا تتجاوز 15% في مورك، وذلك لعدة أسباب أبرزها ارتفاع تكاليف العناية بالشجرة ولا مبالاة مستثمري الأراضي الذين لا يعنيهم سوى جني المحصول دون تقديم أدنى رعاية للشجرة من فلاحة وتقليم ورش مبيدات، إضافة لانتشار حشرة الكابنودس وعدم إيجاد حلّ لمكافحتها بشكل فعلي حتى اليوم، حيث تقوم بحفر الساق وبالتالي موت الشجرة، علماً أن كميات الإنتاج المقدّرة في مورك ومحيطها هذا العام تزيد عن 6 آلاف طن.
تدني الإنتاج ورغم عدم ورود أرقام دقيقة متعلقة بكمية إنتاج محافظة حماة من الفستق الحلبي حتى اليوم، بدا واضحاً مقارنة بالعام السابق وسط ارتفاع كبير بسعره، إذ يتراوح بين 35 إلى 45 ألف ليرة للكيلو الواحد.
وعزا مدير مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة المهندس جهاد المحمد ذلك لسببين رئيسيين، الأول ظاهرة المعاومة، والآخر مرتبط بأن 80% من المساحات المزروعة بعلية، فالجفاف وقلة الأمطار في العام ما قبل السابق، إضافة إلى موجات الحر الشديد أثّرت بشكل سلبي على حيوية الأشجار وتشكّل البراعم الزهرية، لافتاً إلى أن الأمطار الوفيرة في العام المنصرم تؤثر على براعم العام القادم وليس العام ذاته.
واعتبر المحمد أن لحشرة الكابنودس دوراً كبيراً بتراجع الإنتاج، لذلك لا بدّ من إدارة متكاملة لمكافحة هذه الحشرة، ومن أهم خطواتها جمع الحشرات كون المبيدات الحشرية لا تحقق الغرض المطلوب 100% لذلك تعمل وزارة الزراعة بالتنسيق والتعاون مع كافة جهاتها المعنية على تشجيع جمع الحشرات مقابل مبلغ مالي لكل حشرة، وذلك للحدّ منها والقضاء عليها بشكل نهائي.
وأشار المهندس عبد المنعم الإبراهيم رئيس الجمعية المحدثة إلى وجود خطة مستقبلية للجمعية تعمل من خلالها على التدخل بآلية توضيب المنتج ولو كتجربة مبدئية وتغليفه بملصق خاص بالجمعية، ومن ثم استصدار ورقة منشأ خاصة بالتصدير عن طريق الجمعية. كما تعمل الجمعية حالياً بالتنسيق مع الجهات الحكومية واتحاد الفلاحين وبعض الجهات الخاصة على التدخل بموضوع مكافحة حشرة الكابنودس، حيث سيتمّ العمل بشكل جديّ وبكافة الوسائل ليكون رش المبيدات بشكل جماعي وبوقت موحد للحدّ من هذه الحشرة.
وبيّن الإبراهيم أن تكلفة الدونم الواحد من الفستق الحلبي تتجاوز 2 مليون ليرة، علماً أنه تمّ تقديم جداول بالأرقام لاتحاد الفلاحين بالتعاون مع الأمانة السورية والمحافظة، وذلك لتفعيل عقود ضمان الأقارب من الدرجة الأولى والثانية للحفاظ على هذه الشجرة الاقتصادية، كما تمّ مراسلة وزير الزراعة الذي بدوره منح حسماً لعقود الأقارب بنسبة 30% لمدة عامين.
وأبدى عدد كبير من مزارعي الفستق الحلبي تخوفهم من ازدياد حالات السرقة، ولاسيما مع ارتفاع سعر الفستق الحلبي في السوق، لذلك يلجأ بعض المزارعين لحماية مزارعهم عن طريق حراس مأجورين أو التناوب على حراستها ضمن أفراد العائلة الواحدة، كما قامت قيادة شرطة المحافظة بالعمل على نشر دوريات حفظ السلام على مفارق الطرق من السادسة مساءً وحتى السابعة صباحاً للحدّ من السرقات، وقد تمّ خلال اليومين السابقين إلقاء القبص على بعض اللصوص في صوران وإحالتهم إلى القضاء.