جرعة تدريبية ناقصة..!!
غسان فطوم
من يراقب دورات التدريب الصحفية تحت مسمياتها المختلفة، من قبل مراكز مرخصة ومعتمدة، وهي تعدّ على أصابع اليد الواحدة، في مقابل وجود دكاكين للتدريب تعمل في ظل غياب الرقابة والمحاسبة من قبل وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين، يلاحظ وجود فوضى عارمة، علماً أن هناك تعميماً صادراً عن رئاسة مجلس الوزراء منذ عام 2018 يمنع إقامة أي دورة إعلامية إلا بعد موافقة وزارة الإعلام، والسؤال هنا: كيف يسمح لبعض المراكز التدريبية بإقامة دورات في التدريب الإعلامي وهي غير مرخصة لهذه الغاية؟!
للأسف يستغلُ “تجار التدريب” هذا الفراغ الرقابي، ويستمرون في بيع الوهم لشباب يحلمون بدخول عالم الإعلام المغري من أوسع أبوابه، عن طريق تلك الدورات التي يفتقر برنامجها التدريبي للكثير من المعايير والأسس الصحيحة، لذلك لا يمكن الرهان على ما نرى من دورات وكورسات تدريبية في تطوير الأداء المهني!.
للأسف، غاب عن بال وذهن القائمين والمشرفين على تنظيم الدورات الإعلامية أن مهنة الإعلام غير كلّ المهن، فهي تحتاج أولاً للشغف، وثانياً للحسّ الصحفي، هذا الحسّ لا يمكن لأي متدرّب أن يمتلكه لا بالتدريب ولا بالتدريس إن لم يكن لديه الشغف الحقيقي بالمهنة.
بالمختصر، التدريب الصحفي استثمار حقيقي في المستقبل وداعم أساسي لتطوير الخطاب الإعلامي السوري، وبات ضرورة ملحة في زمن الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهو بالشكل الذي يتمّ فيه حالياً لا يمكن أن يحقق الغاية والهدف، وإن كانت هناك بعض الطفرات التي تقدّمها مراكز بعينها، لكنها ليس كافية، لذا نحن نحتاج لخطط وإستراتيجية عمل تشرف عليها وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين بالتشارك مع المراكز والأكاديميات الخاصة المعتمدة من أجل تقاطع الأفكار والوصول إلى صيغ ومعايير تمكّننا بالنتيجة من تدريب وتخريج جيل جديد من رواد الإعلاميين الرقميين المتمكنين من مهارات الإعلام الجديد، وفي الوقت ذاته تقطع الطريق على أشباه الصحفيين المتسلقين على المهنة والذين باتوا بالآلاف، وخاصة أولئك الذين يعملون على المنصات الإلكترونية ويصفون أنفسهم بالإعلاميين!!.