حرائق الغابات…!
وائل علي
صدقت التنبؤات والتحذيرات التي أطلقها خبراء ومراكز التنبؤ بالمناخ وأحوال الطقس والمتنبئين الجويين في وقت سابق مبشّرة بصيف لاهب سيؤدي إلى ارتفاعات غير معتادة في درجات الحرارة تفوق الست درجات وأكثر عن معدلات مؤشراتها المعتادة.
وقد شهدت العديد من المواقع الغابية في محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية اندلاع العديد من حرائق الغابات التي كان أشدها في منطقة مشقيتا بمحافظة اللاذقية، لكنها ظلت في الحدود المعقولة مقارنة مع ما شهدته بعض بلدان المتوسط من اندلاع للحرائق تسبب في إخلاء العديد من المدن المشهورة من سكانها.
ويبذل رجال الإطفاء والدفاع المدني ومديريات الزراعة ودوائر الحراج في المحافظات المعنية بالتعاون مع المجتمع المحلي ومروحيات الجيش جهوداً مضاعفة إلى جانب المؤازرات اللوجستية المقدمة لمواجهة أخطار موجة الحرارة الشديدة العالية الخطورة التي تهيمن على منطقتنا، والمستمرة طوال الفترة القادمة على ما يبدو، الأمر الذي يتطلب من الجميع، ولاسيما القاطنين بجوار الغابات أو العابرين لطرقاتها، التقيد بالتعليمات والتحذيرات التي تصدرها منصات الحماية والامتناع عن إشعال النيران أو ممارسة النشاطات التي قد تتسبب في اندلاع الحرائق لحين خفوت الهجمة الحرارية -إن جاز القول- وتراجع معدلات خطورتها وحدّتها.
ولعل التركيز على “درهم” الوعي المجتمعي يوفر قنطاراً من المعالجات التي قد لا تحمد عقباها، ولاسيما أننا نمر في ظروف غاية في الصعوبة تجعلنا غير قادرين على تأمين واستحضار المعدات والتجهيزات والآليات وفتح خطوط النار داخل الغابات التي تساعد على التدخل السريع للحؤول دون تفاقم الأخطار المحتملة.
إن دروس النار لا تنتهي ولا توفر دولاً فقيرة ولا غنية، لكن علينا التعلم والاستفادة منها باستمرار لنتمكن من تفاديها وفي أسوأ الأحوال التقليل من كوارثها التي لا نزال تحت تأثير مخاطرها حتى الآن.
ALFENEK1961@YAHOO.COM