“أمهات صغيرات”.. قاصرات يواجهن مسؤوليات الأمومة بممارسات طفولية
دمشق- لينا عدره
أكدت الدكتورة جنان محمود، رئيسة قسم الحواضن في مشفى الزهراوي، في تصريح خاص لـ “البعث” أن لزواج القاصرات الكثير من المشكلات الصحية الناتجة عن عدم معرفة الفتيات الصغيرات بكيفية تربية الأطفال، وما يحتاجونه من رعاية في أيامهم الأولى بعد الولادة، هذا عدا عن المشكلات الاجتماعية الناتجة عن هذا الزواج بحد ذاته.
وأشارت محمود إلى أن الزيارات المنزلية المتواصلة، التي تقوم بها الجهات الطبية للمناطق الريفية، تكشف عن الكثير من الأخطاء الصحية، رغم التأكيد على الإرضاع الطبيعي والالتزام باللقاحات والابتعاد عن بعض العادات المؤذية للطفل، كتلك المتمثلة بوضع الكحل في أعين الأطفال وعدم إعطائهم أي نوع من الغذاء أو السوائل إلا الحليب الطبيعي، وخاصةً في الأشهر الستة الأولى من أعمارهم، إلا أن هناك إصراراً من الأمهات الصغيرات على إدخال سوائل كماء الرز أو السكر والتمر والتفاح في الأسبوع الأول، ما يجعل كلّ تلك النصائح الطبية والتعليمات تذهب أدراج الرياح دون جدوى لنعود لنقطة الصفر – وفق ما بيّنت د. محمود – بسبب تدخل الأم من الطرفين سواء أم الزوجة أو حماتها، مضيفةً: عندما تكون الأم نفسها بعمر 13 أو 14 سنة فإن الرعاية لن تتوقف على وليدها فقط بل يجب أن تشملها أيضاً.
وأكدت محمود عدم معرفة الأمهات الصغيرات بوضع أطفالهن حديثي الولادة، وحتى للحالات البسيطة، على سبيل المثال أسباب اصفرار وجه طفلها، علماً أنها قد تكون أنجبت للمرة الثانية أو الثالثة، كحالةٍ لفتاة خضعت لعمليتين قيصريتين رغم أنها ما زالت بعمر 13 سنة!.
ومن الجدير بالذكر أن مشفى الزهراوي يقوم وبشكلٍ مستمر بتثبيت معاملات الزواج المُحوَّلة من القاضي الشرعي، وخاصة تلك المتعلقة بقاصرات، كونه المشفى الوحيد في دمشق، حيث دفعت الأوضاع الاقتصادية بشكلٍّ أساسي بعض الأهالي لتزويج بناتهم في سنٍّ مبكرة، لتأتي العادات والتقاليد في المرتبة الثانية، على الرغم من تعديلات قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بمنع زواج الفتيات في سن مبكرة.