مجلس الشعب: الجيش العربي السوري قدّم التضحيات لتحيا الأجيال القادمة بعزّة وكرامة
دمشق – سانا
أكّد مجلس الشعب أن الجيش العربي السوري هو الركن الأساسي في الحفاظ على سلامة الوطن وأمنه واستقراره، حيث ضحّى بواسله بأرواحهم لبلسمة جراح الوطن، وبذلوا دماءهم الطاهرة رخيصةً لتحيا الأجيال القادمة حياة حرّة عزيزة كريمة.
وأوضح المجلس في بيان بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، أن دور الجيش العربي السوري تعاظم بدءاً من ملحمة ميسلون الخالدة إلى مواجهة العدو الصهيوني على أرض فلسطين، وصولاً إلى الانتصار العظيم في حرب تشرين التحريرية المجيدة، وتحطيم أسطورة الجيش الصهيوني الذي كان يظنّ نفسه أنه لا يقهر، وحتى دوره المشرّف اليوم في إفشال المؤامرة الكونية ضدّ سورية، التي فُرضت عليها من قوى الشرّ والعدوان والإرهاب العالمي، ليعطي لسورية بجبالها وسهولها وبحرها وسمائها الطمأنينة والسكينة والسلام.
ولفت المجلس إلى أن ذكرى تأسيس الجيش تحل اليوم في ظروف يشتدّ فيها التآمر على سورية، بسبب مواقفها المبدئية الوطنية والقومية الثابتة وعدم خضوعها للإملاءات الأمريكية والغربية، ومواجهتها للمشروع الرامي إلى تغيير وجه المنطقة وإعادة رسم خريطتها السياسية، وخاصةً بعد فشل العدوان العسكري والحرب الإرهابية الشاملة عليها واللجوء إلى تضييق الخناق على الشعب السوري الأبي بالحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات الأحادية الظالمة.
وأعرب المجلس عن ثقته بحتمية الانتصار على هذه المؤامرة رغم كل الصعوبات والتحديات، متوجّهاً بأسمى آيات التقدير والاعتزاز إلى أبطال الجيش العربي السوري الباسل، مصنع البطولة ومنبت الرجال.
وأكّد المجلس المضي في مسيرة النصر المؤزّر واستكمال عملية إعادة بناء وإعمار سورية الجديدة، في ظلّ قيادة السيد الرئيس بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة، مشدّداً على أن الجيش سيبقى رمزاً للبطولة والتضحية والفداء في سبيل الوطن، وعنواناً للشموخ والإباء والإقدام على مرّ الأيام.
ووجّه المجلس تحية الإجلال لأرواح شهداء الوطن الأطهار، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وفي السياق نفسه، أكّدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدّمية أننا “عندما نتحدّث عن عيد الجيش العربي السوري، فللحديث معانٍ عميقة ودلالات بعيدة، تميّزه عن غيره من بقية الجيوش”.
ولفتت قيادة الجبهة في بيان أرسلت نسخة منه لـ”البعث” إلى أنه “إذا ألقينا نظرة سريعة على المحطات المهمة لتاريخ جيشنا منذ أن واجه الجنرال غورو في معركة ميسلون بقيادة الشهيد يوسف العظمة، على الرغم من عدم وجود أي تكافؤ بين الجيشين، إلاّ أن جيشنا البطل، لم يرضَ أن يسجّل في تاريخه أن الجيش الفرنسي وجد طريقه معبّدة إلى دمشق دون أية مقاومة، ومن ثم انخرط في مرحلة الانتداب مع بقية أبناء الشعب في مواجهة الاستعمار الفرنسي إلى أن تحقق الاستقلال، ليشارك بعدها في معركة الأمة العربية في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨”.
ولفت البيان إلى أن الروح الوطنية بقيت المهيمنة في صفوف الجيش رغم المؤامرات والضغوط الكثيرة، وهذا ما أفضى إلى دوره المهم في تشييد أول وحدة عربية في تاريخ العرب الحديث عام ١٩٥٨ بين سورية ومصر، كما استطاع هذا الجيش أن يفجّر ثورة الثامن من آذار عام ١٩٦٣، ومنذ ذلك الحين بدأ العمل على بناء جيش عقائدي بالكامل، لا مكان فيه لغير الوطنيين والقوميين، وبدأ النظر إليه على أنه جيش الأمة العربية.
وشدّدت قيادة الجبهة على الدور المهم للجيش العربي السوري بمشاركة معظم الجيوش العربية في حرب تشرين التحريرية التي حقّقت انتصاراتٍ باهرة أعادت ثقة المواطن العربي بحتمية انتصاره على العدو الإسرائيلي.
ونوّهت قيادة الجبهة بالدور الوطني والقومي الكبير الذي يؤدّيه اليوم هذا الجيش، والذي جعله هدفاً لأعداء الأمة العربية في الداخل والخارج، وتصدّيه للحرب غير المسبوقة على وطننا في ظلّ قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وأشارت الجبهة إلى أنها ممثلة بجميع أحزابها وبقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي تؤكّد اعتزازها بالجيش العربي السوري، وثقتها بتحقيقه الانتصار تلو الآخر، لافتةً إلى أن التاريخ يقول: إن طال الزمن أم قصر، فلا بدّ للحق من أن يعود إلى أصحابه والأرض المحتلة إلى أهلها.
من جهتها، أكّدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن تأسيس الجيش العربي السوري كان تأسيساً لسورية الحديثة، وخطوة أساسية لاستعادة العرب مكانتهم ودورهم الحضاري.
وقالت الهيئة في بيان بذكرى تأسيس الجيش: إن القيمة التاريخية لهذا التأسيس تأكّدت من خلال المسيرة المشرّفة التي بدأها بالدفاع عن فلسطين وعروبتها، مشيراً إلى القفزات الكمية والنوعية المتميزة التي حققها هذا الجيش في ظلّ الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد الذي ساهم في جعله جيشاً عقائدياً متطوّراً قادراً على التعامل مع كل الحالات والظروف، وعلى أداء واجبه الوطني والقومي المقدّس.
ولفت البيان إلى استمرار مسيرة الشرف والعطاء هذه في ظلّ راية السيد الرئيس بشار الأسد، التي حفظت الوطن وصانت أرضه ومنعت مخططات الأعداء ومؤامراتهم.
وختم البيان بالقول: إن الجيش العربي السوري سيبقى دائماً أهلاً للثقة ومصدراً للأمن والأمان والفخر والاعتزاز لكل أحرار الأمة، مؤكّداً وقوف جيش التحرير الفلسطيني إلى جانبه حتى تحقيق الأهداف المشروعة في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.