مدفيديف: زعماء أوكرانيا مرتهنون لواشنطن ويرفضون خيارات التفاوض
موسكو – تقارير
قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف: إن زعماء أوكرانيا الحاليين هم مجموعة “أشخاص ضيّقي الأفق من المهرّجين المندثرين والفاسدين”.
وأكّد مدفيديف على صفحته في “تليغرام” أن “رؤوس النظام في كييف، ينفّذون كل أوامر مشغّليهم في واشنطن”، لافتاً إلى أنهم “طرحوا صيغة سلام غير قابلة للتطبيق، وهم يرفضون بشكل مسعور أي خيارات أخرى للتفاوض”.
وأضاف مدفيديف: إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي “وقّع على ورقة تمنع المفاوضات مع روسيا، وكل ذلك سيسمح لروسيا بأن تنجز أهداف العملية العسكرية الخاصة حتى يتم القضاء على نظام بانديرا في كييف، وحتى يتم اجتثاث العقيدة النازية الجديدة من جذورها، والقضاء على المجرمين الذين قتلوا عدداً كبيراً من مواطنيهم من أجل الأموال المسروقة من الغرب وإشباع طموحاتهم المشوّهة”.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن بلاده ستتابع الاجتماع المقرّر عقده في السعودية حول الأزمة الأوكرانية، وما يمكن أن ينتج عنه.
وقال بيسكوف تعليقاً على المبادرة السعودية: “لا يزال يتعيّن فهم الأهداف التي تم تحديدها بشكل كامل، وما الذي يخطط المنظمون للحديث عنه في الواقع”، مشيراً إلى أن الكرملين أكّد مراراً أنّ أي محاولة لتعزيز تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا تستحق تقييماً إيجابياً.
وفي سياق متصل، أكّد مصدر روسي تعليقاً على الأنباء الأخيرة بشأن تنظيم مفاوضات في مدينة جدّة لحل الأزمة الأوكرانية من دون دعوة موسكو استحالة قيام تسوية للأزمة الأوكرانية دون وجود روسيا ومراعاة مصالحها المشروعة.
وفي وقت سابق، أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن السعودية تريد إجراء محادثات سلام حول أوكرانيا في جدة في شهر آب، منوهةً إلى أنه تمّت دعوة ممثلين عن 30 دولة للحضور، وأن روسيا ليست من بينها.
بدوره، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن القوات الأوكرانية فقدت في الشهر الحالي خلال المعارك نحو 21 ألف جندي وأكثر من ألفي قطعة من الآليات العسكرية.
وأشار الوزير إلى أن بين المعدات الأوكرانية التي تمّ تدميرها هذا الشهر، هناك 10 دبابات من طراز ليوبارد و11 عربة قتال مدرّعة من طراز برادلي والعشرات من بطاريات المدفعية الغربية.
وأضاف شويغو: “خلال الشهر الماضي، وبفضل بسالة قواتنا والنجاحات التي حققتها خسر العدو أكثر من 20800 عسكري، وبشكل أدق 20824 شخصاً، و2227 قطعة من الأسلحة المختلفة”.
ووفقاً للوزير، بين المعدات التي فقدتها قوات كييف خلال تموز، هناك 10 دبابات ليوبارد، و11 مركبة برادلي، و40 بطارية مدفعية أمريكية من طراز M777 و50 قطعة مدفعية ذاتية الدفع من بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا.
وأضاف الوزير: “من الواضح أن الأسلحة الغربية المورّدة لا تؤدّي إلى النجاح في ساحة المعركة، بل فقط تؤدّي إلى إطالة أمد النزاع العسكري”.
ميدانياً، وجّه الجيش الروسي ضرباتٍ نارية ضد مجموعات من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية على الضفة اليمنى لدنيبر، كانت تستعدّ لعبور النهر واحتلال محطة زابوروجيه الكهروذرية.
أعلن ذلك رئيس حركة “نحن مع روسيا” فلاديمير روغوف، وقال: “اليوم استهدفنا بشكل جيد مارغانيتس ونيكوبول. وحالياً يتم التعامل مع كيرفوي روغ وخيرسون. كل ذلك بخصوص محاولة عبور نهر دنيبر وخطط القوات الأوكرانية لمهاجمة إينيرغودار ومحطة زابوروجيه الكهروذرية. على ضفة النهر اليمنى تم حشد مجموعة من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، وأوعز ألكسندر تارنافسكي قائد مجموعة قوات “تافريا” الأوكرانية، برفع الجاهزية القتالية والاستعداد للحركة”.
وفي وقت سابق، أعلن روغوف لمراسل “تاس”، أن القوات الأوكرانية قد تحاول شنّ هجوم على إينيرغودار ومحطة زابوروجيه الكهروذرية، عندما تجفّ المياه بشكل كافٍ في الخزان المائي بعد تدمير محطة كاخوفسكايا الكهرومائية.
وأوضح أن “عرض نهر الدنيبر في هذه المنطقة تقلّص بشكل كبير، وبات من السهل اجتيازه”.
وأشار روغوف إلى أن القوات الأوكرانية نفّذت إجراءاتٍ تمهيدية وأعمالاً تحضيرية، على وجه الخصوص، ودفعت بمركبات مدرعة خفيفة إلى قاع الخزان الذي جفّ في محاولة لتحديد إمكانية العبور في تلك المنطقة.
من جهة ثانية، صرّح دينيس بوشيلين القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، بأن الجيش الروسي يحسّن مواقعه على محور كراسني ليمان باستمرار، وأنه أخرج قوات العدو من إحدى القرى على محور جنوب دونيتسك.
وقال بوشيلين على الهواء في قناة “روسيا 24” اليوم الاثنين: “هناك بعض النجاحات، وحداتنا تتقدّم، وتطرد العدو من المواقع التي احتلها سابقاً، وتحسّن مواقعها كل يوم تقريباً”.
وأوضح بوشيلين أن القوات الأوكرانية تتكبّد خسائر فادحة في هذا القطاع من الجبهة.
وذكرت الدفاع الروسية أمس أن قواتها صدّت ثلاث هجمات أوكرانية على محور كراسني ليمان وخسرت كييف نحو 140 جندياً هناك، إضافة إلى عدة قطع من المعدات.
وأشار بوشيلين أيضاً إلى أن القوات الروسية تمكّنت من إخراج العدو من قرية ستارومايورسكويه على محور جنوب دونيتسك.
من ناحيته، أفاد المتحدث باسم مجموعة قوات “فوستوك” (الشرق) الروسية، بأن وحدات تابعة للمجموعة تواصل صدّ محاولات العدو لكسب موطئ قدم في الجزء الشمالي من ستارومايورسكويه.
إلى ذلك، هاجمت مسيّرة أوكرانية مبنى مديرية الشؤون الداخلية في منطقة تروبتشوفسكي بمقاطعة بريانسك، ولم يصب أحد بأذى.
وكتب حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز: “في الليل هاجمت القوات المسلحة الأوكرانية منطقة تروبتشوفسكي بطائرة مسيّرة”، مشيراً إلى أن هذه الطائرة أسقطت قذيفة على مبنى قسم شرطة المنطقة ولم تقع إصابات، واقتصرت الأضرار على السقف والنوافذ.
وفي دونيتسك، قُتل شخص وأصيب 3 آخرون، بقصف أوكراني على وسط المدينة.
وأشار عمدة دونيتسك أليكسي كوليمزين عبر “تليغرام” إلى استئناف القصف الأوكراني صباح الاثنين بعد سلسلة غارات ليلية على المدينة، وقال: “نتيجة لقصف حي فوروشيلوفسكي اشتعلت النيران في حافلة صغيرة للركاب وسيارتين”، مؤكّداً وقوع إصابات.
وأفاد كوليمزين في وقت لاحق بمقتل شخص وإصابة 3 آخرين في حصيلة أولية.